أعلنت وزارة العدل الجزائرية اليوم الخميس فتح تحقيقات قضائية ضد مجهولين حول حرائق الغابات للتأكد من مصدرها بعدما ارتفعت حصيلة ضحايا الحرائق التي اندلعت شمالي البلاد وشرقها إلى 41 حالة وفاة و161 مصابا، وفق وسائل إعلام جزائرية.
وقالت الوزارة -في بيان أوردته الإذاعة الجزائرية عبر صفحتها بموقع فيسبوك اليوم- إنه "على أثر الحرائق التي مست بعض ولايات الوطن التي أدت إلى وقوع العديد من الوفيات وإتلاف المساحات الغابية والبنايات، أمرت نيابات الجمهورية المختصة بفتح تحقيقات قضائية ضد مجهولين حول هذه الوقائع للتأكد من مصدرها إن كان إجراميا، وتحديد الفاعلين عند الاقتضاء قصد متابعتهم قضائيا بالصرامة التي تقتضيها خطورة هذه الأفعال وطبقا لقوانين الجمهورية".
ويواصل رجال الإطفاء الجزائريون اليوم مكافحة سلسلة من الحرائق التي أودت بحياة العشرات وخلّفت دمارا واسعا، في حين باتت حرائق الغابات المميتة كارثة تواجهها البلاد سنويا.
وذكر مراسل الجزيرة أن ضحايا حرائق الغابات ارتفع إلى 41 شخصا معظمهم في ولاية الطارف في شمال شرق الجزائر قرب الحدود مع تونس، حث بلغت الحرارة 48 درجة مئوية، في حين بلغ عدد المصابين 161 مصابا، وتحدثت وسائل إعلام محلية كذلك عن عشرات المفقودين.
وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت على نطاق واسع عبر المنصات الاجتماعية، احتراق مساحات واسعة من الغابات، خصوصا بولاية الطارف، منها حديقة حيوانات احترقت بالكامل تقريبا، إضافة لأجزاء كبيرة من منتزه القالة الوطني، أحد أهم المحميات الطبيعية في الجزائر.
ووصف صحفي في الطارف "مشاهد دمار" على الطريق الواصل إلى القلعة على الساحل في أقصى شمال شرق البلاد. وقال -في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية- إن "إعصارا من النيران اجتاح كل شيء في ثوان"، مضيفا أن "معظم الذين لقوا حتفهم حوصروا في أثناء زيارتهم لمنتزه الحياة البرية".
وعرض التلفزيون الجزائري لقطات لأشخاص يهربون من منازلهم المحترقة، ونساء يحملن أطفالا بين أذرعهن. وقالت وسائل إعلام محلية إنّ 350 شخصا فرّوا من منازلهم.
وقالت مديرية الحماية المدنية الجزائرية إن عدد الحرائق التي شهدتها الجزائر خلال الساعات الـ24 الأخيرة بلغ 118 حريقا في 21 ولاية.
وأشارت إلى نشر 1700 رجل إطفاء و280 آلية لمكافحة الحرائق. وكانت السلطات الجزائرية قد أعلنت إجلاء 350 أسرة في ولاية "سوق أهراس" الجبلية الحدودية مع تونس، كما أغلقت السلطات طرقا رئيسية في ولاية الطارف.
تعويض المتضررين
وقد أعلن رئيس الوزراء أيمن بن عبد الرحمن، الشروعَ في تعويض المتضررين من حرائق الغابات بداية من الأسبوع المقبل.
وقال -من ولاية الطارف التي حل بها للوقوف على مخلفات الحرائق التي مست الولاية- إنه تم "تجنيد مختلف المصالح المختصة ومؤسسات الدولة، وفي مقدمتها وحدات الحماية المدنية وقوات الجيش الوطني الشعبي، لإخماد حرائق الغابات التي مست عددا من ولايات شرق البلاد وكذا التكفل بالمصابين والمتضررين، وذلك تنفيذا لأوامر رئيس الجمهورية".
وفي حديث مع مواطنين تضرروا من الحرائق بالطارف، قال رئيس الوزراء إن الرياح فاقمت الوضع أكثر بعد أن بلغت سرعتها 91 كيلومترا في الساعة.
من جهتها، أعلنت وزارة الثقافة الجزائرية تعليق وتأجيل كل الفعاليات الفنية إلى وقت لاحق تضامنا مع عائلات ضحايا الحرائق.
وتضمّ الجزائر -أكبر دولة أفريقية- أكثر من 4 ملايين هكتار من الغابات.
وفي العام الماضي، لقي 90 شخصا على الأقل حتفهم في حرائق الغابات التي اجتاحت شمال الجزائر، كما دمرت الحرائق أكثر من 100 ألف هكتار من الغابات.
(الجزيرة)