أعاد الجناح العسكري لحركة حماس ملف الجنود الأسرى الإسرائيليين إلى الواجهة من جديد، بعد الكشف عن تعرض إحدى المناطق في قطاع غزة، خلال الحرب الأخيرة في مايو من العام الماضي، لقصف جوي كان يتواجد فيه أحد هؤلاء الجنود، ما أدى إلى استشهاد أحد أفراد الحراسة، وإصابة ثلاثة من زملائه، دون أن تكشف مصير ذلك الجندي، إن كان قد أصيب أو قد فارق الحياة.
قال الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة اليوم الأحد، إن قيادة القسام سمحت بالكشف عن تعرض أحد الأماكن خلال معركة سيف القدس، العام الماضي، لقصفٍ صهيونيٍّ أدى إلى استشهاد أحد عناصر وحدة الظل وإصابة ثلاثةٍ آخرين، أثناء قيامهم بمهمة حراسة أحد الجنديين.
وتحفظ أبو عبيدة في تغريدة عبر حسابه على التلغرام، في الذكرى الثامنة لمعركة العصف المأكول؛ والتي أسرت خلالها كتائب القسام جنديين صهيونيين، على الكشف عن اسم الشهيد في هذه المرحلة لأسبابٍ أمنية، مبيناً أنه سيعلن لاحقاً عن اسمه عندما تكون الظروف مواتية.
وكان لافتا أن ما كشف في التصريح الصحافي هو تلميح أبو عبيدة أن ذلك الجندي الإسرائيلي الذي أسر عام 2014، كان على قيد الحياة، رغم أن جيش الاحتلال أعلن خلال حرب 2014، أن الجنديين قتلا قبل وقوعهما في الأسر، كونه كان يخضع لحراسة مشددة، فيما لو كان قد قتل خلال حرب 2014، لكان قد دفن دون أن يخضع لهذه الحراسة.
وهذه كانت المرة الأولى التي ينشر فيها جناح حماس المسلح تفاصيل عن أحد الجنود الإسرائيليين الأسرى، إذ تتحفظ حماس على أربعة إسرائيليين، من بينهم اثنان من الجنود علاوة على الإسرائيلي أبراهام منغستو، وهو من أصل أثيوبي، تحفظت عليه حماس، بعد اجتيازه السياج الأمني الواقع شمال القطاع، إضافة إلى هشام السيد.
وبدا أن خروج الناطق باسم القسام في هذا الوقت، ليدلي بهذه التصريحات، يأتي في سياق إعادة إثارة الملف من جديد، وإثارة الرأي العام في إسرائيل ضد حكومة بلادهم التي تواصل تهميش ملف صفقة تبادل الأسرى، من خلال رفض الشروط التي وضعتها حركة حماس، والتي تطالب بإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى من ذوي المحكوميات العالية.
وكان الجناح العسكري لحركة حماس، في إطار العمل على تحريك الرأي العام في إسرائيل، للضغط تجاه إنجاز صفقة تبادل، عرض يوم 28 يونيو الماضي، شريطا مصورا لأحد الإسرائيليين الأسرى في غزة، ويدعى هشام السيد، وهو عربي يحمل الجنسية الإسرائيلية، وقع في قبضة الجناح العسكري لحماس، بعد دخوله القطاع بطريقة غير شرعية.
وظهر السيد على سرير المرض مرتبطا بجهاز تنفس، ويعاني من وضع صحي صعب، دون تقديم أي تفاصيل عن الأمر.
لكن على الأرض فإنه من المستبعد أن تنجز أي صفقة لتبادل الأسرى خلال فترة الحكومة المؤقتة الحالية، كونها لا تملك القوة في إبرام صفقة كهذه.
وفي إسرائيل، يجري حاليا الترتيب لتنظيم مسيرة من قبل عائلة الضابط الإسرائيلي الأسير في غزة هدار غولدين، لتكون أضخم مسيرة في الذكرى السنوية الثامنة لأسره.
وتقرر أن تنطلق المسيرة يوم الأربعاء الثالث من أغسطس، من منزل عائلة الضابط غولدن في منطقة "كفار سابا" شمالي "تل أبيب" سيرًا على الأقدام، وتتوقف في عدة محطات استراحة، قبل الوصول يوم الجمعة القادمة إلى الحدود الشمالية للقطاع.
وستنضم عائلتا الجندي الأسير شاؤول أرون، والإسرائيلي أبرهام منغستو إلى الفعالية، بينما يتردد أنه سيجري استثناء عائلة الأسير هشام السيد. وقد استبق أبو عبيدة نشر التفاصيل هذه، بتغريدة اشتملت على وسوم # حكومتكم تكذب و # سمح بالنشر و # العصف المأكول.
المصدر: القدس العربي