أعلنت هيئة الانتخابات التونسية، مساء الإثنين، أن النسبة الأولية للمشاركة في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد بلغت 27.54 في المئة.
وقال رئيس الهيئة فاروق بوعسكر، في مؤتمر صحفي، إن 2.458.985 ناخبا "كانوا في الموعد" وأدلوا بأصواتهم، لافتا إلى أن النسبة "قابلة للارتفاع" لأن بعض المكاتب خارج البلاد لاتزال مفتوحة.
ومن المرتقب أن تعلن هيئة الانتخابات عن النتائج الأولية الرسمية الثلاثاء، فيما أظهرت نتائج استطلاع لآراء الناخبين عند الخروج من مراكز الاقتراع أجرته شركة "سيغما كونساي" (خاصة)، الاثنين، أن مشروع الدستور نال موافقة ما بين 92 إلى 93 في المئة من الأصوات.
وفتح أكثر من 11 ألف مركز اقتراع أبوابه أمام المواطنين، اعتبارا من الساعة الخامسة صباحا بتوقيت غرينتش، وأغلقت حوالي الساعة الـ10 مساء.
ويرى معارضون ومراقبون أن الدستور الجديد يمنح صلاحيات واسعة للرئيس قيس سعيد، وقد يعيد البلاد إلى نظام سلطوي شبيه بذلك الذي كان قائما قبل عام 2011.
وقال بوعسكر، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، خلال مؤتمر صحفي، إن نسب الاقبال على التصويت تزايدت خلال الساعات الأخيرة قبل ثلاث ساعات من غلق مراكز الاقتراع.
وقال مدير الشركة التي أجرت الاستطلاع، حسن الزرقوني، لفرانس برس إن "تجاوز 20 في المئة من نسبة المشاركة يمكن اعتباره نتيجة جيدة"، مع تراجع نسبة المشاركة في الانتخابات أكثر فأكثر خلال السنوات الأخيرة "إلى ما أقل من 40 في المئة".
وأشار الزرقوني إلى أن نسبة المشاركة في الانتخابات مرت من 53 في المئة في الانتخابات التشريعية، في عام 2011، إثر سقوط نظام زين العابدين بن علي، إلى مستوى 32 في المئة في الانتخابات التشريعية لعام 2019.
وبحسب الزرقوني، فقد كانت شريحة كبيرة من المشاركين من "الطبقة الوسطى والكهول المدركين لوضعية البلاد".
وقدرت نتائج الاستطلاع أن "ما بين 1.8 و1.9 مليون شخص" قاطعوا التصويت إثر دعوات المعارضة لذلك ضد المشروع.
وفي المقابل هناك "عدد قليل من الشباب والناس المنتمين لطبقات اجتماعية فقيرة وشعبية ذهبوا للتصويت لأن ذلك أمر معقد أن تصوت على نص ودستور جديد".
ووفقا لتحليلات "سيغما كونساي"، فإن الذين صوتوا "بنعم" عبروا عن "رغبتهم في إعادة البلاد على السكة وتحسين الوضع"، وهم أساسا من منطقة الساحل والشمال الغربي وإقليم تونس الكبرى من النساء والكهول.
أما الفئة الثانية فهم "من أنصار قيس سعيد" والمتواجدين "بالجنوب ومن المحافظين".
وشملت إحصاءات "سيغما كونساي" عينة تتكون من 7500 ناخب في 27 دائرة انتخابية، وتم استطلاع آراؤهم من الساعة السابعة صباحا إلى الثامنة ليلا.
(فرانس برس)