يبدأ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأحد 24 يوليو/تموز 2022، جولة إفريقية تشمل 4 دول على رأسها مصر التي سيستهل الجولة بزيارتها، كما سيلتقي في القاهرة أعضاء الجامعة العربية، وسيلقي خطاباً أمام مجلسها الذي سيجتمع على مستوى المندوبين.

الزيارة تأتي سعياً للاستفادة من رغبة بعض الدول في الانضمام إلى تحالفات غير غربية، في الوقت الذي تقاوم فيه موسكو الانتقادات الدولية بشأن الهجوم على أوكرانيا الذي بدأ قبل 5 أشهر.

كانت متحدثة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أعلنت في إفادة صحفية، الخميس 21 يوليو/تموز، أن لافروف سيقوم بجولة رسمية بين الـ24 والـ28 من الشهر الجاري، تشمل مصر وأوغندا وإثيوبيا وجمهورية الكونغو، وفقاً لوكالة "تاس" الروسية.

وفي مصر، سيلتقي لافروف مسؤولين "يحاولون" رفع مستوى العلاقات التي لا تزال قوية مع روسيا، لمستوى قد يصل لدرجة العلاقة الوثيقة التي تربطهم بالولايات المتحدة التي تفرض عقوبات جسيمة على موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا.

وبعد لقائه أعضاء جامعة الدول العربية في القاهرة، يتجه لافروف إلى إثيوبيا وأوغندا، الدولتين اللتين توترت علاقاتهما مع الغرب مؤخراً، وكذلك جمهورية الكونغو.

يُذكر أن مصر تتمتع بعلاقات استراتيجية واقتصادية مهمة مع روسيا، والتي كانت مصدراً رئيسياً في السنوات الأخيرة للقمح والأسلحة وكذلك للسائحين حتى اندلاع الحرب التي أدت إلى تعقيد خطط السفر.

كما بدأت شركة "روس أتوم" للطاقة المملوكة للدولة، الأسبوع الجاري، ببناء أول محطة نووية في مصر، وهي خطوة تأخرت طويلاً، لكنها تمثّل أكبر مشروع روسي مصري منذ اكتمال السد العالي في أسوان عام 1970.


علاقة تثير غضب الغرب

في السياق، نقلت رويترز عن دبلوماسيين قولهم إن تلك العلاقات تثير غضب الدول الغربية التي قدمت مجموعةٌ منها طلبات للحكومة المصرية وجامعة الدول العربية قبل زيارة لافروف بعدم تأييد التفسيرات الروسية للأحداث في أوكرانيا.

بينما تقول كييف وداعموها الغربيون إن روسيا تشن حرباً "توسعية" للاستيلاء على الأراضي في أوكرانيا، فيما يعرّض الاقتصاد العالمي والأمن الغذائي للخطر. 

أما روسيا فتقول إنها تنفذ "عملية عسكرية خاصة" ضد قوميين خطرين، وتنحو باللائمة على العقوبات الغربية في تفاقم أزمة الغذاء.

من جانب آخر، لا تزال علاقة مصر مع الولايات المتحدة "قوية"، ويُذكر للقاهرة أنها رفضت شحنة قمح روسية واحدة على الأقل، قالت أوكرانيا إنها سُرقت من مناطقها المحتلة، وذلك تماشياً مع موقف الغرب.

بدوره، قال إتش.إيه. هيليار من معهد الوكالات الملكية المتحدة، وهو مركز أبحاث في بريطانيا، إن "الموقف الغربي من الحرب لم يكتسب سوى قدر محدود من الزخم في العالم العربي وإفريقيا، وهما منطقتان تبدي الحكومات فيهما استعداداً لقبول البدائل غير الغربية". 

وأضاف أن مصر "تدرك أن العالم يتجه بشكل أوضح لأن يكون متعدد الأقطاب، ولا تريد أن تحصر نفسها في علاقة تميل إلى الغرب على حساب أي شيء آخر".


(رويترز)