أعلنت السلطات السعودية إحالة مواطن إلى النيابة العامة بتهمة التواطؤ في نقل وتسهيل دخول صحفي يهودي إسرائيلي يحمل الجنسية الأمريكية إلى مكة المكرمة.
وفي بيان عبر تويتر، نوّه المتحدث الإعلامي لشرطة منطقة مكة إلى أن الصحفي يحمل الجنسية الأمريكية، وأن مواطنا سعوديا قام بنقله وسهّل دخوله إلى مكة "عبر سلوك المسار الخاص بالمسلمين، في مخالفة صريحة للأنظمة".
وأشار البيان إلى أنه تمّت "إحالة قضية الصحفي مرتكب الجريمة للنيابة العامة لاتخاذ ما يلزم بحقه وفق الأنظمة".
وأضاف "يعدّ تسلل الصحفي الإسرائيلي مخالفة صريحة للأنظمة التي تحظر دخول مكة المكرمة لغير المسلمين"، من دون أن يذكر أنه صحفي إسرائيلي ومراسل لأبرز القنوات الإسرائيلية الإخبارية الخاصة.
وشددت شرطة مكة في بيانها "على كل القادمين إلى المملكة احترام القوانين والالتزام بمقتضياتها، خاصة بما يتعلق بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وأن أي انتهاك من هذا النوع يعتبر جريمة لن يتم التساهل معها".
ويأتي الإعلان الرسمي السعودي بعد أيام قليلة من جدل واسع شهدته مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة في أعقاب نشر مقطع مصور لصحفي إسرائيلي يدعى جيل تماري على جبل عرفات بمكة، في مشهد يعدّ الأول من نوعه، وفي وقت يتزامن مع أهم وأكبر مناسبة دينية للمسلمين وهي موسم "الحج".
وتداول نشطاء سعوديون مقطعا لمراسل القناة العبرية خلال توجهه إلى مكة المكرمة، في مشهد يعد الأول من نوعه لتجول صحفي إسرائيلي داخل الأراضي المقدسة، وتظهر اللقطات الإسرائيلي "جيل تماري" في سيارة، مع شخص يتحدث باللغة الإنجليزية، تم إخفاء صوته وصورته وهو يقود السيارة.
وفي الفيديو أكد الصحفي الإسرائيلي تماري أنه على أبواب مكة، وموضحاً أنه "أخفى كونه إسرائيليا عن السائق"، وظل يتحدث معه بالإنجليزية. ولم يقف الأمر عند المرور بمكة، بل اصطحبه السائق إلى مشاعر الحج، ووصل إلى جبل عرفات ليلتقط المزيد من الصور هناك.
ورأى بعض المنتقدين أن الواقعة تأتي في خضم موجة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما مع ظهور مراسلين إسرائيليين آخرين في المملكة، وتداوُل صور لزيارة حاخام يهودي لمقابر "شهداء غزوة أحد".
غير أن السلطات السعودية تنفي أي من تلك الادعاءات في التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي، التي تتداولها وسائل الاعلام من مصادر إسرائيلية، وتتمسك بموقفها بالوقوف مع حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة.
المصدر: مواقع إلكترونية