أقرّت أوكرانيا -اليوم الأحد- بانسحاب قواتها من مدينة ليسيتشانسك في مقاطعة لوغانسك بإقليم دونباس (شرق)، وتحدثت عن تدمير قاعدة روسية في زاباروجيا (جنوب)، ويأتي ذلك بعد ساعات من إعلان روسيا سيطرتها على لوغانسك.
وفي حين توقعت ألمانيا أن يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطط لحرب طويلة، اتهمته واشنطن بعدم الاستعداد لإنهاء الصراع عبر المفاوضات.
وقد أبلغ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الرئيس فلاديمير بوتين بالسيطرة على كامل أراضي مقاطعة لوغانسك، التي تشكل مع مقاطعة دونيستك إقليم دونباس.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن شويغو أبلغ القائد الأعلى للقوات المسلحة للاتحاد الروسي فلاديمير بوتين بـتحرير كامل تراب "جمهورية لوغانسك الشعبية" من القوات الأوكرانية.
وأوضح شويغو أنه نتيجة للعمليات العسكرية، فرض الجيش الروسي بالتعاون مع قوات جمهورية لوغانسك سيطرته الكاملة على مدينة ليسيتشانسك وعدد من المناطق والمراكز السكنية المجاورة.
من جانبها، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية انسحاب قواتها من مدينة ليسيتشانسك، وبررت ذلك بالتفوق الروسي والحفاظ على أرواح جنودها.
وأضافت "قواتنا اضطرت للانسحاب من المواقع والخطوط الأمامية في مدينة ليسيتشانسك".
وفي السياق، قال حاكم إقليم لوغانسك الأوكراني سيرغي غايداي إن دخول القوات الروسية إلى مدينة ليسيتشانسك جاء بعد قصف وصفه بالوحشي، مضيفا أن المدنية تعرضت لقصف أشد من القصف الذي كانت قد تعرضت له مدينة سيفرودونيتسك قبل سقوطها بيد القوات الروسية.
وقد نشر الرئيس الشيشاني رمضان قديروف مقاطع فيديو -على قناته في تطبيق تليغرام- قال إنها لجنود شيشانيين داخل مدينة ليسيتشانسك بعد إتمام السيطرة عليها.
ويظهر في الصور جنود يحملون رايات شيشانية وأخرى تحمل شارة النصر وهم يتجولون في شوارع المدينة ويلتقون ببعض سكانها.
لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شدد على أنه "من المستحيل القول إن ليسيتشانسك تحت السيطرة الروسية".
معارك عنيفة
وفي مقاطعة دونيتسك بإقليم دونباس، قال عمدة مدينة سلوفيانسك فاديم لياخ إن 6 أشخاص على الأقل قُتلوا وأُصيب أكثر من 15 -اليوم الأحد- في قصف روسي استهدف 15 منطقة سكنية في المدينة.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن معارك عنيفة جرت بين الجيشين الروسي والأوكراني في المحور الشمالي لمدينة سلوفيانسك بمقاطعة دونيتسك، خلفت أضرارا مادية كبيرة في الممتلكات.
يُذكر أن القوات الروسية تبعد نحو 15 كيلومترا فقط عن شمال مدينة سلوفيانسك، في حين يشكل نهر "سيفرسكي دونيتس" حدا جغرافيا فاصلا بين مواقع الطرفين.
في التطورات الميدانية أيضا، قال عمدة مدينة ميليتوبول، إيفان فيودروف، إن القوات الأوكرانية نفذت أكثر من 30 ضربة جوية على قاعدة روسية داخل المدينة الواقعة في ضواحي زاباروجيا (جنوبي أوكرانيا) ودمرتها.
وأعلن الجيش الأوكراني أنه دمر واحدة من أكبر القواعد العسكرية الروسية وقتل عددا من الجنود الروس وأعطب طائرة عسكرية.
وأكد الجيش الأوكراني أنه استعاد بلدة إيفانفكا في الريف الشمالي لمقاطعة خيرسون (جنوب) بعد ضربات متواصلة.
وأضاف أنه استعاد حتى الآن أكثر من 27 بلدة في أرياف خيرسون (جنوب)، مؤكدا أنه يواصل الضغط لاستعادة بلدات أخرى في الريف الغربي المتاخم مع ميكولايف، والريف الشرقي المتاخم لريف زاباروجيا الذي تسيطر عليه القوات الروسية.
انفجارات داخل روسيا
وقد امتدت آثار الحرب إلى داخل الحدود الروسية، إذ نقلت وكالة رويترز أن 3 أشخاص على الأقل قتلوا في انفجارات هزت مدينة بيلغورود الروسية قرب الحدود مع أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن القوات الأوكرانية شنت غارة على مناطق سكنية في بيلغورود وكورسك بصواريخ من طراز "توشكا يو"، وقد تمكنت الدفاعات الروسية من تدميرها في الجو.
أما الجيش الأوكراني، فقال إن صاروخا روسيا انفجر في بيلغورود، مما أدى إلى اشتعال النيران في منازل خاصة.
حرب طويلة الأمد
سياسيا، قال المستشار الألماني أولاف شولتز -اليوم الأحد- إن بلاده تناقش مع حلفائها الضمانات الأمنية لأوكرانيا، استعدادا لفترة ما بعد الحرب.
وأضاف شولتز -في تصريحات لقناة ألمانية- أن هذه الضمانات الأمنية لن تصل إلى درجة تلك التي يحصل عليها أي عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وتابع أن هذه المسألة يجري إعدادها بعناية على الصعيد الدبلوماسي، استعدادا لليوم الذي تنتهي فيه الحرب.
وقال المستشار الألماني إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدرك الآثار العميقة للعقوبات التي فرضت على الاقتصاد الروسي.
لكنه توقع -في حوار مع شبكة "سي بي إس" (CBS) الأميركية- قدرة بوتين على مواصلة الحرب في أوكرانيا لمدة طويلة. وقال "لا أحد يعرف إلى متى سيواصل بوتين حربه في أوكرانيا وقد خطط لها طويلا".
وفي سياق متصل، قال المستشار الألماني إن بلاده تعتزم اتخاذ تدابير لمنع تفجر أسعار الطاقة مع تقلص إمدادات الغاز الروسي إلى ألمانيا.
أما الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، فقال اليوم إن بوتين لم يبد أي استعداد لوضع حد للحرب على أوكرانيا عن طريق المفاوضات.
في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الغرب يراهن على استمرار الأعمال القتالية في أوكرانيا.
ورأى بيسكوف -في تصريحات للقناة الأولى الروسية- أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة لا يسمح للأوكرانيين بالتفكير أو الحديث عن السلام، وأن الاهتمام بالمبادرات الرامية إلى تهدئة الوضع قد تراجع.
وأعرب بيسكوف عن أمله في أن يعود مسار المفاوضات، مشيرا إلى أنه سيتعين على الأوكرانيين حينها تفهم الشروط الروسية.
(الجزيرة)