أعلن جيش الاحتلال، مساء اليوم السبت، أنه أحبط هجوما بالمسيرات حاول "حزب الله" تنفيذه ضد منصة استخراج الغاز في حقل "كاريش" المتواجد في المياه الاقتصادية المتنازع عليها بين إسرائيل ولبنان.
ونقلت قناة "كان" الرسمية الإسرائيلية عن المتحدث بلسان جيش الاحتلال قوله إنه في حوالي الساعة الثالثة بعد ظهر اليوم توجهت ثلاث مسيرات تابعة لـ"حزب الله" صوب منصة استخراج الغاز في حقل كاريش، حيث تم اسقاط إحداها باستخدام طائرات نفاثة من طراز "أف 16" والبقية بواسطة سفينة صواريخ تابعة لجيش الاحتلال.
وعرضت القناة فيديو صدر عن مكتب المتحدث باسم جيش الاحتلال تظهر فيه المسيرات وهي في طريقها إلى منصة الغاز وعملية إسقاطها.
وأشارت القناة إلى أن المؤسسة العسكرية أطلعت رئيس الوزراء الجديد يئير لبيد على تفاصيل الحادثة التي تعتبر أول حادثة أمنية تتعرض لها إسرائيل بعد 24 ساعة على توليه منصبه الجديد.
وقالت غيلي كوهين، المراسلة السياسية للقناة إن الأجهزة الأمنية أطلعت لبيد على عملية رصد المسيرات اللبنانية وهي في طريقها إلى المنصة وعلى الكيفية التي تم بها إسقاطها قبل أن تصل إلى هدفها.
ولفتت القناة إلى أن الحادثة وقعت في ظل الجهود التي يبذلها المبعوث الأميركي آموس هوكستين لحل الخلاف بين بيروت وتل أبيب بشأن ترسيم حدود المياه الاقتصادية وحقوق الملكية على حقلي كاريش وقانا.
وبحسب القناة، فإنّ كلاً من لبيد كوزير للخارجية ونفتالي بينت كرئيس وزراء اطلعا الأسبوع الماضي على التصور اللبناني لحل الخلاف حول ملكية كاريش وقانا الذي نقله هوكستين إلى تل أبيب.
من ناحيته، اعتبر المتحدث العسكري الإسرائيلي السابق روني ملنيس الهجوم بأنه "قفزة في العمل العسكري لـ"حزب الله" يتطلب من جيش الاحتلال الاستعداد لمواجهته.
ورأى ملنيس أن هناك سيناريوهين يمكن أن تقود إليهما هذه الحادثة، لافتاً إلى أنها يمكن أن تساعد في دفع الطرفين إلى التوافق على حل ينهي الخلاف أو تفضي إلى تصعيد عسكري.
وحذر من أنه في حال واصل "حزب الله" هذا النمط من العمليات فإنّ إسرائيل مطالبة بالاستعداد لمواجهة هذا التحدي، سواء على صعيد تأمين حقول الغاز أم ضمان حرية الملاحة العسكرية والمدنية قبالة ساحلها الشمالي.
واستبعد ملنيس أن تدفع الحادثة لبيد لاتخاذ قرار بالرد بعمل هجومي على "حزب الله"، مشيراً إلى أن إسرائيل يمكن أن توظف نجاحها في إفشال الهجوم في الدفع نحو محاولة التوصل لتفاهم مع لبنان بشأن الخلاف على ترسيم الحدود المائية.
وأبرز أنّ استعداد إسرائيل لاستقبال الرئيس الأميركي جو بايدن، في 13 يوليو/تموز الحالي، يقلص فرص توجه إسرائيل للخيار العسكري للرد على محاولة الهجوم.
وكان الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله قد أعلن، قبل أسابيع، أن الحزب يمتلك القدرات اللوجستية والعسكرية لمنع الاحتلال من استخراج الغاز من حقل "كاريش"، الذي يقع ضمن منطقة حدودية مشتركة مع لبنان.
وأصدر نصر الله ذلك التهديد بعد عبور سفينة تنقيب يونانية إلى المنطقة الحدودية المشتركة، حيث ستجرى أعمال التنقيب رغم عدم التوصل إلى اتفاق مع الجانب اللبناني حول ترسيم الحدود البحرية.