قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الاتحاد الأوروبي "فقد السيادة بشكل كامل"، واصفا العملية الديمقراطية في الدول الغربية بأنها باتت "تشبه السيرك".جاء ذلك خلال مشاركته، الجمعة، في الجلسة العامة لمنتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي الخامس والعشرين.
ووجّه بوتين انتقادات شديدة للغرب، وأكد أن العالم يمرّ بمرحلة تغيير جذري، وأن ما بعد الحرب في أوكرانيا لن يكون كما قبلها، وأن عهد أحادية القطب انتهى. وقال "إن الولايات المتحدة اعتبرت نفسها رسول الرب على الأرض عند إعلانها الانتصار في الحرب الباردة، وإن النخب الغربية تتمسك بأشباح الماضي وتعتقد أن هيمنة الغرب الاقتصادية عامل استقرار للعالم".
وتوقع بوتين "تفاقم مشكلات العدالة الاجتماعية وانقسام المجتمع بسبب أخطاء الاقتصاد"، مشيرا أن الوضع الراهن في أوروبا سيؤدي إلى "تصاعد الراديكالية، وتغيير النخب الحاكمة في المستقبل".
وفي هذا الشأن، حمّل الرئيس الروسي الدول الأوروبية والولايات المتحدة، مسؤولة تنامي التضخم العالمي، وارتفاع الأسعار وتفاقم أزمة الغذاء.
وتابع: "الغرب كان يسيطر عسكريا على أوكرانيا ويضخ الأسلحة هناك، وما زال يفعل ذلك، ومن المرجح أن يصبح القمح الأوكراني المصدر أداة للدفع لقاء تقديم الأسلحة المقدمة لأوكرانيا".
ولفت إلى أن الغرب كان دائما "سخيا في رفع درجة العدائية ضد روسيا" وخلق جو مسموم أسماه "الروسوفوبيا" (الخوف من روسيا).
وبشأن الوضع الاقتصادي في روسيا، قال بوتين إن بلاده تخلصت من موجة التضخم، ومنظومتها المالية مستقرة، وهدفها الأساسي اليوم هو زيادة الإنتاج والمعروض واستعادة الطلب. وأشار إلى أن بلاده تحتاج إلى المزيد من أدوات الاقتراض لتعزيز الاقتصاد، وأنه يمكنها تخفيض سعر الفائدة الأساسية إلى 7%.
كما شدد على أن الحرب الاقتصادية على روسيا محكوم عليها بالفشل منذ البداية، وأن الغرب أضرّ باقتصاده، وهو ما يظهر واضحا في ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة وأوروبا.
وقال إن التضخم مرتفع في أوروبا رغم أنها لا تخوض أي حرب، وقد بلغت الخسائر المباشرة فقط التي تكبدها الاتحاد الأوروبي من العقوبات 400 مليار دولار، بحسب قوله.
وذهب بوتين إلى أن الاتحاد الأوروبي فقد سيادته تماما، فهو ينفذ كل ما يملى عليه من فوق، وهو بذلك يضرّ بمواطنيه واقتصاداته، معتبرا أن الوضع الحالي في أوروبا سيؤدي إلى تصاعد الراديكالية وتغيير النخب في المستقبل.
كما هاجم بوتين الغرب لإلقائه اللوم عليه شخصيا في مشاكله الاقتصادية، وفي ارتفاع الأسعار عالميا، وقال إن تحركات روسيا في أوكرانيا -التي تسميها موسكو "عملية عسكرية خاصة"- لا علاقة لها بالتضخم المرتفع في البلدان المتقدمة.
واتهم بوتين الولايات المتحدة برفع أسعار المواد الغذائية عن طريق طباعة النقود، و"اقتناص" المواد الغذائية في الأسواق العالمية.
وأعرب عن استعداد روسيا لزيادة صادراتها من الحبوب والأسمدة، وقال إنها سترسل صادرات غذائية إلى أفريقيا والشرق الأوسط.
وبشأن الحرب الروسية في أوكرانيا، قال بوتين إن قرار روسيا شنَّ ما تسميه موسكو "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا، صعب لكنه ضروري، وقال إن هدف هذه العملية كان حماية الناس في إقليم دونباس.
وأضاف أن روسيا ستوسع التعاون مع كل من يرغب بالتعاون معها، وسوف تتعامل مع الشركات الغربية أيضا.
وتقول روسيا إنها أرسلت قوات إلى أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط الماضي لنزع سلاحها وتخليصها من القوميين الذين يهددون المتحدثين بالروسية هناك، بينما تقول أوكرانيا والدول الغربية إن مزاعم روسيا ما هي إلا ذريعة لا أساس لها لتبرير الهجوم.
وقال بوتين إن علاقات روسيا القوية مع الصين لا ترتبط بالأحداث الجيوسياسية. وأضاف بوتين، الذي أدلى بتصريحاته بعد قليل من إلقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ خطابا مسجلا بالفيديو أمام المنتدى، إن تعاون روسيا مع بكين تحركه إمكانيات الصين وليس "الأحداث الجيوسياسية الأخيرة".
وسعت روسيا إلى تعزيز علاقاتها مع الصين بعد أن فرض الغرب عقوبات على موسكو بعد بدء حربها في أوكرانيا.
(وكالات)