شددت روسيا ضغوطها على إمدادات الطاقة لأوروبا، عبر الحد بشكل كبير من صادرات الغاز إلى القارة، في خطوة نددت بها ألمانيا باعتبارها "سياسية"، كما رفضت برلين المبررات التي قدمتها موسكو لتخفيض نقل الغاز.
شركة "غازبروم" الروسية العملاقة أعلنت الأربعاء 15 يونيو/حزيران 2022، خفضاً جديداً لشحناتها من الغاز إلى أوروبا، عبر خط أنابيب "نورد ستريم" بمقدار الثلث، مبررةً ذلك باضطرارها إلى وقف معدات من شركة سيمنز الألمانية بداعي الصيانة.
كان هذا هو السبب الفني ذاته الذي أوردته شركة الطاقة الروسية العملاقة، الثلاثاء 14 يونيو/حزيران 2022، لتبرير خفض أول لصادراتها من الغاز بنسبة 40%، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
أوضحت المجموعة الروسية أن "غازبروم أوقفت تشغيل توربينة غاز أخرى من شركة سيمنز في محطة الضغط بورتوفايا"، حيث يتم ملء "نورد ستريم" التي سينخفض إنتاجها اليومي، الخميس 16 يونيو/حزيران 2022، من 100 إلى 67 مليون متر مكعب يومياً.
كانت غازبروم قد أعلنت الثلاثاء الماضي، عن خفض إنتاجها من 167 إلى مئة مليون متر مكعب، وبذلك يصل خفض الإمدادات اليومية الإجمالي عبر خط الأنابيب الذي يربط روسيا بألمانيا عبر بحر البلطيق إلى نحو 60%.
بموازاة ذلك، خفضت غازبروم شحنات الغاز إلى مجموعة إيني الإيطالية بنسبة 15% ليوم الأربعاء 15 يونيو/حزيران 2022.
من جانبها، نددت ألمانيا بتخفيض روسيا ضخ الغاز لأوروبا، واعتبرت أنه "قرار سياسي"، كما وصفت حديث "غازبروم" عن أعمال صيانة بأنه "ذريعة" من موسكو، في ظل التوتر الشديد المخيم مع الدول الغربية على خلفية الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وزير الاقتصاد والبيئة الألماني روبرت هابيك، علّق بعد إعلان "غازبروم" عن ثاني تخفيض: "من الواضح أنها إستراتيجية تهدف إلى إثارة البلبلة والتسبب بارتفاع الأسعار".
يأتي هذا بينما تُعد صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا في تراجع متواصل منذ فرض العقوبات الغربية على موسكو، إثر مهاجمة أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، فيما يسعى الاتحاد الأوروبي للتخلي عن اعتماده على روسيا في مجال الطاقة.
كانت "غازبروم" قد قطعت في الأسابيع الماضية، صادرات الغاز عن عدد من الدول الأوروبية، التي رفضت تسديد المدفوعات بالروبل، لا سيما بلغاريا وبولندا وفنلندا.
رداً على العقوبات الأوروبية على بلاده، طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، العملاء من "الدول غير الصديقة" وبينها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بدفع ثمن الغاز بالروبل تحت طائلة قطع الإمدادات، ورفض عدد من العملاء الأوروبيين التسديد بالعملة الروسية.
يُشار إلى أن خط "نورد ستريم" يزود ألمانيا منذ 2012 بالغاز الروسي عبر بحر البلطيق، من خلال قسمين يبلغ طول كل منهما 1224 كيلومتراً، وهو قيد الخدمة منذ العام 2012 بعدما كلف نحو 7.4 مليار يورو من الاستثمارات.
يشكل خط الأنابيب مصدراً مهماً لتموين ألمانيا التي تستمد من روسيا 35% من وارداتها من الغاز.
وإزاء وجوب إعادة تشكيل مخزونها من الغاز بأسعار مرتفعة قبل الشتاء، أعلنت الحكومة الألمانية أن "أمن الإمدادات مضمون في الوقت الحاضر… لكننا نتابع الأمور عن كثب".
على غرار ألمانيا، تسعى كل الدول الأوروبية لزيادة استقلالها في مجال الطاقة والحد من اعتمادها على الغاز الروسي، وفي هذا الإطار، وقعت مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي مذكرة تفاهم ثلاثية، الأربعاء 15 يونيو/حزيران 2022، في القاهرة لتصدير الغاز إلى أوروبا.
(وكالات)