نقلت قناة "الجزيرة" عن مراسلها في القدس إن طلائع "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية في القدس المحتلة بدأت ووصلت مدخل باب العامود وتتجه صوب البلدة القديمة في القدس المحتلة، وسط استنفار كبير لقوات الاحتلال.
وأكد المراسل أن الشرطة الإسرائيلية عززت وجودها في البلدة القديمة، وأن طائرات حربية حلقت على ارتفاع منخفض في سماء قطاع غزة تزامنا مع المسيرة.
كما ذكر أن مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال عقب مسيرة الأعلام في شارع صلاح الدين بالقدس المحتلة، حيث جرى الاعتداء على شبان فلسطينيين يرفعون الأعلام الفلسطينية.
وهاجم مستوطنون منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم في حي الشيخ جراح بالقدس.
وأفاد المراسل بأن قوات الاحتلال قمعت أيضا بقوة مسيرات فلسطينية على أكثر من محور عند حاجز بيت إيل بين رام الله والبيرة، كما اندلعت مواجهات في نابلس والخليل.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن 40 مقدسيا أصيبوا جراء اعتداء الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين على الفلسطينيين في البلدة القديمة من مدينة القدس ومحيطها.
وقد طالب وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس المشاركين في مسيرة الأعلام بالتصرف باحترام، حسب تعبيره.
وقال غانتس إنه لن يسمح بأي استفزازات أو مساس بالسيادة الإسرائيلية وأمن المواطنين.
وأضاف أن إسرائيل تحافظ بصرامة على حقوق المسلمين في القدس، وتحافظ أيضا على السماح للإسرائيليين بالسير صوب حائط البراق والاحتفال بيوم القدس.
حرب دينية
وتعليقا على المسيرة، أكد محافظ القدس عدنان غيث -في اتصال مع الجزيرة- أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول جر المنطقة إلى حرب دينية من خلال الاعتداء على المقدسات، مشيرا إلى أن السلطات الإسرائيلية لم تكن لتتمادى لولا "هرولة بعض الدول المطبعة وازدواجية المعايير الدولية".
وقال إن الشعب الفلسطيني أثبت اليوم أن السيادة في القدس هي سيادة فلسطينية رغم كل ممارسات الاحتلال، داعيا الشعب الفلسطيني إلى الوحدة وتحصين الجبهة الداخلية للدفاع عن قضيته العادلة.
وكان ألفا مستوطن قد اقتحموا صباح اليوم تمهيدا للمسيرة باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية من قوات الاحتلال، في حين أخلت الأخيرة منطقة باب العامود واعتقلت عشرات الفلسطينيين.
بدوره، قال مدير المسجد الأقصى المبارك الشيخ عمر الكسواني إن ما يجري اليوم في الأقصى من اقتحامات واعتداءات من قبل قوات الاحتلال وعدد من المستوطنين المتطرفين "لن يغير من إسلامية المسجد الأقصى".
وحذر الكسواني -في مداخلة عبر الجزيرة- من أن رسالة الاحتلال اليوم هي أنه يريد نقل المعركة إلى داخل المسجد الأقصى.
وقد دعت هيئات فلسطينية المقدسيين إلى الاحتشاد في باب العامود والبلدة القديمة لمواجهة المسيرة.
كما شارك عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير في المسيرة التي بدأها المستوطنون باتجاه باب العامود بالقدس المحتلة، علما أن بن غفير كان أيضا في مقدمة مقتحمي باحات الأقصى في فترة ما قبل الظهر، وأطلق تصريحات وصف فيها عمليات الاقتحام وتحضيرات المستوطنين لما تسمى "مسيرة الأعلام" بأنها "يوم سعيد للقدس".
ونقلت وكالة الأناضول عن صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن قرابة 25 ألف شخص شاركوا في مسيرة الأعلام التي كان مركزها منطقة باب العامود وسط القدس المحتلة.
وبحسب الصحيفة وشهود عيان، فإن المشاركين بالمسيرة رددوا هتافات مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما هتف بعض المتظاهرين "الموت للعرب".
وقال مراسل الجزيرة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت تلقى في وقت سابق اليوم الأحد تقارير أمنية بشأن الاستعدادات للمسيرة.
واعتبر بينيت أن ما سماه رفع العلم الإسرائيلي في "العاصمة الإسرائيلية أمر طبيعي" حسب تعبيره، مطالبا المشاركين في المسيرة الاحتفال "بمسؤولية واحترام"، كما شدد على أن القدس لن يتم تقسيمها.
وقد اعتبرت الرئاسة الفلسطينية أن التصريحات الإسرائيلية لن تعطي الاحتلال الشرعية للسيطرة على مدينة القدس، وأن القدس الشرقية بمقدساتها الإسلامية والمسيحية ستبقى العاصمة الأبدية لفلسطين.
كما أكدت في بيان لها أن القدس بمقدساتها ليست للبيع، وأن السلام لن يكون بأي ثمن.
تصعيد خطير
بدورها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى وأداء صلوات تلمودية بحماية الشرطة.
وحمّل بيان للخارجية الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن الاقتحامات ونتائجها وتداعياتها على المنطقة، كما طالب المجتمع الدولي والإدارة الأميركية بالخروج عن صمتهما وتحمل مسؤولياتهما تجاه القدس.
كما أدانت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين سماح الاحتلال للمستوطنين بتنظيم مسيرات استفزازية وأداء طقوس تلمودية في المسجد الأقصى المبارك.
وقالت اللجنة في بيان لها إن حكومة الاحتلال تقود المنطقة إلى تصعيد خطير مخالفة لكل القوانين والمواثيق الدولية.
وأشارت إلى أن حكومة الاحتلال المتطرفة تسعى لفرض تطهير عرقي بحق أبناء الشعب الفلسطيني وتهويد المدينة المقدسة.
يشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت قرر أول أمس الجمعة الإبقاء على مسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس الشرقية بمسارها المحدد.
وأكد بيان صادر عن ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية أن مسيرة الأعلام لن تمر من باحات المسجد الأقصى، في حين أعلنت الفصائل الفلسطينية في غزة دخول غرفة عملياتها المشتركة في حالة انعقاد دائم لمراقبة التطورات.
(الجزيرة)
أخبار ذات صلة
الأحد, 29 مايو, 2022
قبيل ساعات من مسيرة الأعلام.. حركة حماس تحذر وتدعو للنفير العام دفاعا عن المسجد الأقصى
السبت, 28 مايو, 2022
السلطة الفلسطينة تهاجم إسرائيل بسبب "مسيرة الأعلام" وحركة حماس تدعو للرباط في الأقصى
الجمعة, 27 مايو, 2022
سيف القدس.. الجزيرة تكشف كيف تمكنت المقاومة الفلسطينية من "قلب المعادلة" مع الاحتلال؟