تزامناً مع اقتحام مستوطنين إسرائيليين، مجدداً، اليوم الإثنين، باحات المسجد الأقصى، اعتدت قوات الاحتلال على أهالي بلدة بيت دجن شرقي نابلس، شمال الضفة الغربية، عقب هدمها منزلين قيد الإنشاء هناك، فيما شنت عملية اعتقال واسعة طاولت فلسطينيين في عدة مناطق بالضفة.
واقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الخاصة، التي واصلت فرض تدابير مشددة على دخول الشبان لباحات الأقصى بمن فيهم طلبة المدارس الشرعية.
وبحسب دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، فإن من بين المستوطنين المقتحمين اليوم، رؤساء جمعيات استيطانية وبعض الحاخامات وطلبة جامعيين.
وشددت قوات الاحتلال من تدابيرها الأمنية على بوابات البلدة القديمة من القدس، وأعاقت دخول العشرات من الطلاب إلى مدارسهم داخل أسوار المدينة المقدسة واحتجزت عدداً منهم في نقاط مراقبة بعد إخضاعهم لتفتيشات دقيقة.
وكان جنود مقنّعون من جيش الاحتلال اقتحموا في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، محلاً لبيع الأجهزة الكهربائية في شارع نور الدين في القدس المحتلة بذريعة التفتيش واعتدوا بالضرب على صاحبه وعلى عدد من العاملين فيه، كما حطموا بعض محتوياته.
وفي القدس المحتلة، قال رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب، لـ"العربي الجديد": "إن سلطات الاحتلال وجهت للمعتقلين الفلسطينيين الذين جرى تمديد اعتقالهم يومي الخميس والجمعة الماضيين، عدة تهم تتعلق بالمسجد الأقصى".
وأشار أبو عصب إلى أن نحو 25 شاباً من القدس ومن الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 ومن الضفة الغربية ما زالوا رهن الاعتقال في سجن "المسكوبية" غربي القدس، حيث يحقق مع بعضهم حيال عدة تهم، وإن آخرين ينتظرون الإجراءات القانونية.
وتوجه سلطات الاحتلال للمعتقلين تهماً من قبيل "الإخلال بالنظام العام داخل المسجد الأقصى"، أو ما تسميه "عرقلة عمل شرطة الاحتلال فيه"، أما من هتف بعبارة "الله أكبر" داخل باحات الأقصى فيتم اتهامه بـ"إثارة الشغب في المسجد وعرقلة عمل شرطة الاحتلال".
وفي الضفة الغربية، قال الصحافي محمد أبو ثابت من بيت دجن، شرقي نابلس، لـ"العربي الجديد": "إن قوات الاحتلال برفقة جرافات اقتحمت المنطقة الشرقية من البلدة، وهدمت منزلين قيد الإنشاء في مراحل إنشائها الأخيرة، بحجة البناء في مناطق مصنفة (ج)".
ووفق أبو ثابت، فإن المنزلين يتكون كل واحد منهما من طابقين مساحة كل طابق 200 متر، وتعود ملكيتهما لعماد أبو حلوان، ونائل أبو حلوان.
وخلال عملية الهدم اندلعت مواجهات بين الأهالي وقوات الاحتلال، ما أوقع عدداً من الإصابات، بحسب أبو ثابت.
وفي السياق، أوضح مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني بنابلس، أحمد جبريل لـ"العربي الجديد"، أن ثلاثة فلسطينيين أصيبوا بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط و32 آخرين بحالات اختناق بالغاز السام المسيل للدموع، وإصابة نتيجة السقوط، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة بيت دجن، مشيراً إلى أن المصابين تمت معالجتهم ميدانيًا.
كذلك، هدمت قوات الاحتلال دفيئة زراعية (بيتا بلاستيكيا)، في بلدة فروش بيت دجن، شرقي نابلس، بحجة إقامته في مناطق "إطلاق نار"، بينما هدمت غرفتين سكنيتين قيد الإنشاء في خربة عينون شرقي طوباس بحجة عدم الترخيص.
وشرعت قوات الاحتلال بتجريف أراض تقع بين قرية الجبعة جنوب غربي بيت لحم(جنوباً) وبلدة صوريف شمال الخليل(جنوباً)، وفق تصريحات لمدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية في بيت لحم حسن بريجية.
ووفق معطيات للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فإنه ومنذ بداية العام الحالي، هدمت قوات الاحتلال 5 منازل، وأغلقت منزلاً سادساً بعد تدمير مكوناته الداخلية ضمن سياسة العقاب الجماعي.
إلى ذلك، أفاد مدير نادي الأسير الفلسطيني في جنين منتصر سمور في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن قوات الاحتلال اعتقلت أربعة شبان من بلدة رمانة غرب جنين(شمالاً)، بينما دهمت منزل الأسير المحرر حسام بشناق وحطمت محتوياته، وطالبت عائلته بتسليم نفسه حيث لم يكن يتواجد بالمنزل.
وأشار سمور إلى أن قوات الاحتلال شرعت بتنفيذ عملية عقاب جماعي بحق أهالي رمانة بمنع العمال والتجار من الدخول إلى الأراضي المحتلة عام 1948، بذريعة تنفيذ الشابين أسعد الرفاعي وصبحي صبيحات عملية "المزيرعة" قبل أيام قتل فيها ثلاثة مستوطنين، رغم اعتقالهما أمس الأحد.
واعتقلت قوات الاحتلال الفتى إبراهيم حشاش (17 عاماً) من مدينة نابلس، والطفل إسلام حسن الراعي (16 عاماً) من مخيم الفوار جنوب الخليل، بينما جرى اعتقال شاب من بلدة قطنة شمال غربي القدس.
كما اعتقلت قوات الاحتلال كذلك الأسير المحرر محمود الريماوي من بلدة بيت ريما شمال رام الله(وسط)، تخلله اندلاع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال دون وقوع إصابات.
وفيما اعتقل شاب على المدخل الشرقي لقرية المغيّر شرق رام الله بعد الاعتداء عليه وتحطيم مركبته، أصيب شاب آخر بجروح، بعد اعتداء مستوطنين عليه بحماية من جيش الاحتلال عند مدخل المغير، ونقل إلى أحد المراكز الصحية لتلقي العلاج.
وفي سياق الاعتقالات أيضاً، اعتقلت قوات الاحتلال اليوم، شاباً من مدينة بيت جالا غرب بيت لحم، كما اعتقلت شابين من بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت، وأغلقت مدخلي قرية حارس غرب سلفيت ومنعت الفلسطينيين من الدخول والخروج من القرية وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع في حارس.
إلى ذلك، طالب نادي الأسير الفلسطيني اليوم الإثنين، المؤسسات الحقوقية، بالتحرك لمعرفة هوية ومصير وظروف إصابة الشاب الذي تعرض للطعن من قبل سجين جنائي إسرائيلي في سجن "هداريم"، أمس الأحد، محملاً سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الشاب.
في سياق آخر، اقتحمت قوات الاحتلال محيط مدرسة برقة الثانوية للبنين في بلدة برقة شمال نابلس وسط اندلاع مواجهات هناك، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
وأمس الأحد، أصيب طفل فلسطيني يبلغ من العمر 15 عاماً، بالرصاص الحي في قدمه، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة الخضر جنوب بيت لحم، نقل إثرها إلى مستشفى بيت جالا الحكومي.
(العربي الجديد)