منعت شرطة الاحتلال الإسرائيلية نحو ألف من متظاهري اليمين المتطرف، مساء اليوم الأربعاء، من الوصول إلى باب العامود، في البلدة القديمة من القدس المحتلة، بعد أن نصبت حواجز في الطريق المؤدي من بلدية القدس إلى الباب الجديد وباب العامود.
كذلك، منعت الشرطة من عضو الكنيست الكهاني المتطرف إيتمار بن غفير، الذي وصل إلى موقع تجمع المستوطنين، من الوصول هو الآخر إلى باب العامود، بعد قرار من رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت بمنعه من الوصول إلى باب العامود، خوفاً من تصعيد الأوضاع المتوترة في القدس المحتلة، وبناء على توصية من جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، وتوصية وزير الأمن الداخلي عومر بارليف.
مع ذلك، تجمع نحو ألف من غلاة المستوطنين والمتدينين الصهيونيين في موقع قريب من الباب الجديد، وحاولوا تجاوز الحواجز الحديدية التي نشرتها الشرطة الإسرائيلية، وقد تمكن قسم منهم من تجاوزها.
في المقابل، استغل بن غفير قرار المنع لمهاجمة حكومة بينت واتهامها بأنها تخضع لمجلس شورى القائمة العربية الموحدة المشاركة في الائتلاف الحكومي، فيما قالت مصادر أمنية رفيعة المستوى لموقع "معاريف" إنه إذا تمكن بن غفير من الوصول إلى باب العامود، فإن ذلك سيعني احتمال حرب جديدة على غرار عدوان "حامي الأسوار" الذي وقع العام الماضي.
وردد المتظاهرون المتطرفون شعارات عنصرية تدعو إلى الانتقام من العرب، وشعارات "الموت للعرب"، و"أرض إسرائيل لشعب إسرائيل"، كما اتهموا نفتالي بينت بأنه "الخائن من بلدة رعنانا"، وردد بعضهم شعارات "بيبي ملكك إسرائيل"، في إشارة إلى رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، كما رفع بعض المستوطنين، إلى جانب أعلام إسرائيل، رايات منظمة "لهافاة" اليمينة الفاشية، وصوراً لنتنياهو.
بموازاة ذلك، قال رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية بثت مع بدء تجمهر المستوطنين، إن منع بن غفير يأتي ضمن مساعي حكومته عدم السماح لحسابات سياسية ضيقة بتعريض حياة قوات الأمن الإسرائيلية والمستوطنين على حد سواء للخطر، قائلاً: "لن أسمح للاستفزاز السياسي الذي يمارسه بن غفير أن يعرض حياة جنود الجيش وضباط الشرطة الإسرائيلية للخطر، وزيادة الأعباء الثقيلة الملقاة على عاتقهم أصلاً".
مع ذلك أضاف نفتالي بينت، في المقابلة المذكورة، أنه يصرّ على ما زعم أنه "حق اليهود بالصعود لجبل الهيكل وبأعداد كبيرة"، أي اقتحام باحات المسجد الأقصى.
وكانت مسيرة الأعلام الاستيطانية قد انطلقت من الشطر الغربي في مدينة القدس المحتلة، خاصة في شارع يافا، وحاول المستوطنون الوصول إلى باب العامود، في مقابل تجمهر المقدسيين هناك.
وأكدت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن قوات كبيرة من شرطة الاحتلال حوّلت البلدة القديمة من القدس إلى ثكنة عسكرية، وانتشرت في محيط البلدة وعلى أبوابها، بينما تنتشر أعداد كبيرة من المواطنين المقدسيين في منطقة باب العامود، ويرفضون المغادرة.
وتابعت المصادر أن عدداً من المستوطنين وصلوا من البلدة القديمة في القدس إلى منطقة باب العامود، في ظل وجود الشبان المقدسيين هناك الذين تصدوا للمستوطنين، وحينها قمعت قوات الاحتلال الشبان واعتدت عليهم ولاحقتهم، واعتقلت عدداً منهم، وأمّنت خروج المستوطنين من المنطقة.
ووضعت شرطة الاحتلال حواجز تفصل بين الشطر الغربي لمدينة القدس والشرقي للمدينة المقدسة، ومنعت المستوطنين من الوصول إلى منطقة باب العامود، وحددت مسار المستوطنين للوصول بمسيرة الأعلام إلى منطقة باب الخليل، ثم إلى البلدة القديمة من القدس.
وتسببت مسيرة الأعلام الاستيطانية العام الماضي باندلاع مواجهة بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية، على وقع اعتداءات قوات الاحتلال في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح في القدس. وضربت المقاومة العام الماضي المستوطنات الإسرائيلية في القدس المحتلة برشقة صواريخ، ما أدى إلى اندلاع مواجهة حينها.
(العربي الجديد)