أفادت وسائل إعلام اسرائيلية، ومنها موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الإثنين 18 أبريل/نيسان 2022، بأنَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أرسل مؤخراً رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، يحثه فيها على تسليم السيطرة على ممتلكات الكنيسة المتنازع عليها في البلدة القديمة بالقدس.
حيث تسعى موسكو، منذ سنوات، إلى تأمين مجمع كنيسة دار ضيافة الكسندر، لكن قراراً أصدرته المحكمة مؤخراً أوقف خططها بإلغاء الاعتراف بمطالبتها بالمجمع الواقع بالقرب من كنيسة القيامة.
أزمة بسبب كنيسة في القدس
في حين قال التقرير إنَّ الرسالة تشير إلى الأهمية التي توليها موسكو لهذه المسألة، ويشعر المسؤولون في القدس بالقلق من أنَّ هذا الموضوع قد يؤدي إلى تفاقم التوترات مع روسيا، والتي تتصاعد بالفعل بسبب هجومها على أوكرانيا، وذلك وفق ما نقله تقرير نشره موقع The Times of Israel الإسرائيلي يوم الإثنين.
كانت محكمة منطقة القدس قد ألغت، في شهر مارس/آذار 2022، قراراً يمنح الحكومة الروسية السيطرة على دار ضيافة ألكسندر.
في حين حاولت إسرائيل الموازنة بين العلاقات الطيبة مع روسيا واللازمة للعمليات الأمنية في سوريا والقلق الدولي المتزايد من الصراع في أوكرانيا، حيث تواجه موسكو اتهامات بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في أعقاب الهجوم على جارتها في فبراير/شباط 2022
في حين قال موقع Ynet إنَّ الرسالة كشف عنها سيرجي ستيباشين، رئيس الوزراء الروسي الأسبق ورئيس الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، التي تشرف على الممتلكات الروسية في المنطقة. حيث يزور ستيباشين إسرائيل وطرح الأمر خلال اجتماع في دار ضيافة سانت سرجيوس، وهو عقار آخر سُلِّم إلى روسيا قبل عقد من الزمن، في وقت ظهرت فيه دعاوى ملكية مماثلة.
جمع الأوراق اللازمة لإثبات الملكية
قال ستيباشين إنَّ روسيا قدمت جميع الأوراق اللازمة لإثبات أنها المالك الشرعي لدار ضيافة سانت ألكسندر، لكن بعد ذلك بدأ الصراع في أوكرانيا، وفي غضون ذلك قررت السلطات الإسرائيلية "عدم اتخاذ قرار".
كذلك وحسبما نقل موقع Ynet، قال ستيباشين إنَّ روسيا ستمارس ضغوطاً دبلوماسية إذا لزم الأمر، للحصول على ما تريد.
في حين أشار موقع Ynet إلى أنَّ المحلل الروسي أليكس تنسر قدّر أنَّ إسرائيل تخشى تسليم الممتلكات في وقت تفرض فيه العديد من الدول الغربية عقوبات على روسيا؛ بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
يذكر أن حكم محكمة منطقة القدس صدر في أعقاب التماس قدمته الجمعية الأرثوذكسية الفلسطينية، التي كانت تملك العقار حتى عام 2021.
شراء أراضي كنيسة دار ضيافة ألكسندر
كذلك وفي عام 1859، اشترى القيصر ألكسندر الثاني الأرض التي بُنيت عليها دار ضيافة ألكسندر، المعروفة أيضاً باسم كنيسة ألكسندر نيفسكي. وحتى الثورة الروسية عام 1917، كانت المنطقة تحت سيطرة الحكومة الإمبراطورية الروسية.
كما وافق رئيس الوزراء السابق، بنيامين نتنياهو، على منح دار ضيافة ألكسندر لروسيا في عام 2020. واعتبرت هذه الخطوة بمثابة بادرة حسن نية بعد إطلاق روسيا سراح نعمة يسسخار، وهي شابة إسرائيلية سُجِنَت بعد العثور على كمية صغيرة من الماريجوانا في حقيبة ظهرها أثناء توقيفها في موسكو.
إضافة إلى ذلك، وبعد تسجيل الحكومة الروسية على أنها المالك الشرعي للكنيسة، رد مفوض السجل العقاري على سلسلة من الطعون ضد هذه الخطوة، موضحاً أنَّ الهيئات الدولية ودولة إسرائيل اعترفا بالاتحاد الروسي على أنه "دولة مستمرة" للإمبراطورية الروسية.
كما أنه وفي قراره بشأن الاستئناف، حكم القاضي مردخاي قدوري بأنه منذ أن حدّد نتنياهو دار ضيافة ألكسندر "موقعاً مقدساً"، فإنَّ الهيئة الوحيدة القادرة على اتخاذ قرار بشأن الأمر هي الحكومة الإسرائيلية، بالنظر إلى مختلف الاعتبارات الدينية والسياسية. وقد شكّل بينيت لجنة حول هذه القضية في يوليو/تموز 2021، لكنها لم تنعقد بعد.
(عربي بوست)