أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، 12 أبريل/نيسان 2022 أن أوكرانيا غيَّرت موقفها من محادثات السلام التي جرت في مارس/آذار 2022 في مدينة إسطنبول التركية، قائلاً إن المحادثات وصلت الآن إلى "طريق مسدود".
حيث قال بوتين، في مؤتمر صحفي، عقب اجتماعه بنظيره البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، في ميناء فستوتشني الفضائي، إن أوكرانيا انحرفت عن اتفاقيات إسطنبول في مفاوضاتها مع روسيا وأعادت عملية التفاوض إلى طريق مسدود.
الرئيس الروسي كذلك قال: "هناك الآن مطالبات بشأن الأمن، وقضايا تسوية العلاقات المتعلقة بشبه جزيرة القرم وسيفاستوبول ودونباس تخرج من نطاق هذه الاتفاقيات".
كما تابع الرئيس الروسي: "عملنا لتهيئة الظروف لاستمرار محادثات السلام، لكنا واجهنا بدلاً من ذلك استفزازات في بوتشا، والأمر الرئيسي هو أن أوكرانيا انحرفت عن موقفها في إسطنبول". ولفت بوتين إلى أوكرانيا تريد الآن الحديث عن قضيتي دونباس والقرم بشكل منفصل عن قضايا الضمانات الأمنية.
كذلك ورداً على سؤال عما إذا كان يمكن تسريع "العملية العسكرية الخاصة" الروسية في أوكرانيا، قال بوتين إن ذلك ممكن، لكن تكثيف القتال يعني خسائر بشرية أكبر.
في سياق متصل، قالت وكالة بلومبرغ الأمريكية إن روسيا نشرت معدات عسكرية ثقيلة باتجاه الحدود مع فنلندا، بعد أن أعلنت كل من فنلندا والسويد رغبتهما في الانضمام إلى الناتو.
مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا
جدير بالذكر أن إسطنبول، شهدت في مارس/آذار 2022 مباحثات بين الوفدين الروسي والأوكراني في "قصر دولمة بهتشه" الرئاسي، إثر جهود دبلوماسية تركية ترمي لإنهاء الحرب وإحلال السلام بين طرفي الأزمة.
في سياق ذي صلة أعلنت الحكومة البريطانية، الثلاثاء، أن رئيس الوزراء بوريس جونسون، بحث مع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الحاجة لتسريع المساعدات العسكرية والاقتصادية إلى أوكرانيا.
حيث قال مكتب رئيس الوزراء البريطاني، في بيان نُشر على الموقع الإلكتروني للحكومة، إن جونسون أطلع الرئيس بايدن على زيارته الأخيرة إلى كييف، وقال إنه شعر بالتواضع بسبب قوة الرئيس زيلينسكي وعزمه.
كما أضاف البيان أن الزعيمين بحثا الحاجة لتسريع المساعدات إلى أوكرانيا، بما في ذلك تعزيز الدعم الاقتصادي والعسكري، حيث تستعد القوات الأوكرانية لهجوم روسي آخر شرقي البلاد.
الرئيس الألماني غير مرغوب فيه بأوكرانيا
ألغيت رحلة كان من المقرر أن يقوم بها الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير إلى العاصمة الأوكرانية كييف لأنه يبدو أنه ليس موضع ترحيب من الجانب الأوكراني. وخلال زيارته الحالية للعاصمة البولندية وارسو، قال شتاينماير اليوم الثلاثاء إن الرئيس البولندي اندريه دودا اقترح في الأيام الماضية أن يتوجه كلاهما بصحبة رؤساء دول البلطيق ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا إلى كييف.
وبحسب صحيفة بيلد الألمانية كان شتاينماير يريد السفر إلى كييف “لإرسال إشارة قوية للتضامن الأوروبي مع أوكرانيا” ، كما أوضح :” كنت مستعدا لذلك، لكن يبدو- كما لاحظت- أن هذا الأمر ليس مرغوبا في كييف”.
وكان السفير الأوكراني في ألمانيا اندري ميلنيك أعلن مطلع الأسبوع الجاري في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية أن أوكرانيا تنتظر زيارة المستشار أولاف شولتس أكثر من زيارة شتاينماير، لافتا إلى أن زيارة الرئيس الألماني ستكون ذات طابع رمزي وحسب “والأفضل أن يأتي المستشار أو أعضاء آخرون من الحكومة الألمانية ممن يتخذون قرارات ملموسة بشأن مزيد من الدعم الكبير لأوكرانيا”.
وتطالب أوكرانيا ألمانيا بتوريد أسلحة ثقيلة مثل الدبابات وقطع المدفعية.
وكان شتاينماير ألمح يوم الجمعة الماضي إلى أنه يخطط لزيارة أوكرانيا “وبطبيعة الحال أفكر في متى يكون الوقت المناسب لزيارتي التالية في كييف”. غير أن هذه الخطط لم تعد قائمة.
يأتي ذلك على الرغم من أن الكثير من كبار الساسة الغربيين قابلوا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي في كييف. وهؤلاء هم زعماء بولندا وبريطانيا والنمسا والتشيك وسلوفينيا وسلوفاكيا بالإضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين التي زارت كييف يوم الجمعة الماضي.
ونشرت صحيفة بيلد الألمانية أن رفض الزيارة يبدو سببه علاقات شتاينماير الوثيقة مع روسيا في السنوات الأخيرة، إذ كان على اتصال وثيق بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أثناء عمله وزيرا للخارجية الألمانية، كما كان شتاينماير أيضا مؤيدا كبيرا لخط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 المثير للجدل، ويعتبر مهندس سياسة الحكومة الفيدرالية الصديقة لروسيا.
(وكالات)