اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء الثلاثاء، لليوم الرابع على التوالي، على الفلسطينيين في منطقة باب العامود -أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك- واعتقلت 6 منهم.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، إن قوات الاحتلال اعتدت على الفلسطينيين بالضرب والدفع، ولاحقتهم حتى منطقة وادي الجوز القريبة من وسط مدينة القدس المحتلة.
وأضافت أن القوات الإسرائيلية أطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط تجاه الشبان، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.
وبحسب مصادر مقدسية، فقد اعتقلت قوات الاحتلال طفلًا و4 شبان في محيط باب العامود، بينما اعتقلت السادس في منطقة اليوسفية.
من جانبها، قالت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية، إن الشرطة "اعتقلت 3 من المشتبه بهم خلال أعمال شغب عند باب العامود في القدس".
وبذلك ارتفع عدد المعتقلين الفلسطينيين في باب العامود منذ بداية شهر رمضان إلى 32، من بينهم 11 طفلا.
ومنذ بداية شهر رمضان، تشهد منطقة "باب العامود" توترا كبيرا، وسط محاولات من قوات الشرطة الإسرائيلية منع تجمهر الشبان الفلسطينيين في المكان.
وعادة ما يتجمع الفلسطينيون بشكل مكثف في المنطقة خلال شهر رمضان، مما يدفع الشرطة الإسرائيلية لتفريقهم، الأمر الذي يحدث أجواء توتر في المدينة المقدسة.
بدورها أعلنت سلطات الاحتلال ما سمتها "سلسلة من الخطوات المدنية للفلسطينيين" بمناسبة شهر رمضان.
جاء ذلك في نهاية تقييم أمني أجراه الثلاثاء وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بمشاركة رئيس الأركان أفيف كوخافي، ورئيس هيئة العمليات عوديد بسيوك، وفق بيان لمنسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية غسان عليان.
وقرر غانتس دخول الفلسطينيين الحرم القدسي الشريف لأداء الصلوات بما في ذلك الجمعة، شريطة حصول الرجال البالغين (40-50 عاما) على تصريح ساري المفعول من الجيش الإسرائيلي.
في حين لن يكون الرجال الذين تفوق أعمارهم 50 عاما بحاجة إلى تصريح أمني، وفق المصدر ذاته.
كما سيسمح بدخول النساء والأطفال دون 12 عاما الحرم القدسي دون الحاجة لامتلاك تصريح.
وتقرر السماح لسكان الضفة الغربية بإجراء زيارات عائلية للأهل من درجة القرابة الأولى داخل الخط الأخضر (أراضي 48) من أيام الأحد حتى الخميس.
ويقول فلسطينيون إن هذه الخطوات لا تنطوي عمليا على أية تسهيلات، بل هي في واقع الأمر تمثل تشديدا للقيود المفروضة على دخول الحرم القدسي.
وأكدوا للأناضول أنه في أشهر رمضان ما قبل كورونا، كان يسمح بدخول الفلسطينيين من 40 عاما فما فوق من دون تصاريح أمنية.
وأضافوا أنه في رمضان قبل الجائحة، كان يسمح لسكان قطاع غزة بالقدوم لصلاة الجمعة في الأقصى بحافلات خاصة، وهو ما لم يعد مسموحا به هذا العام.
والعام الماضي في شهر رمضان، شهدت القدس اعتداءات متصاعدة من جانب الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين، خاصة في محيط المسجد الأقصى و"باب العامود" وحي "الشيخ جراح"، مما أسفر عن إصابة مئات الفلسطينيين، بينهم حالات خطرة، واعتقال العشرات.
وأسفرت تلك الاعتداءات عن معركة عسكرية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بين 10 و21 مايو/أيار 2021، مما أدى إلى استشهاد وجرح المئات من الفلسطينيين، في حين ردت الفصائل بإطلاق آلاف الصواريخ تجاه المدن الإسرائيلية.
(وكالات)