توجه المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبيزيا، الثلاثاء،5 أبريل/نيسان 2022 بالحديث إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قائلاً له إن الدول الغربية "مستعدة للقتال في بلدكم حتى آخر أوكراني".
 
جاء ذلك في جلسة لمجلس الأمن الدولي منعقدة حالياً في مقر الأمم المتحدة بنيويورك حول أوكرانيا ومناقشة "الأدلة المتزايدة على ارتكاب جرائم حرب في مدينة بوتشا" الأوكرانية.
 
حيث شارك في الجلسة، عبر دائرة تلفزيونية من جنيف الرئيس الأوكراني، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ووكيلته للشؤون السياسية روزماري ديكارلو، ومنسق شؤون الإغاثة مارتن غريفيث، فضلاً عن ممثلي الدول الأعضاء بالمجلس (15 دولة).
 
قال المندوب الروسي، في كلمته خلال الجلسة: "أود مخاطبة الرئيس الأوكراني وأقول له: إن روسيا أتت إلى أوكرانيا ليس لاجتياحها، بل لحماية السكان في (إقليم) دونباس (شرق) واستئصال السرطان النازي في بلدكم".
 
يذكر أنه ومنذ 24 فبراير/شباط 2022 تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا، ما خلف أزمة إنسانية ودفع دولاً، في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، إلى فرض عقوبات على موسكو.
 
كما أضاف نيبيزيا: "نحن لا نطلق النار على المدنيين، بل نحاول إنقاذهم، ولهذا السبب لا يحرز جنودنا التقدم الذي نتوقعه". وتابع: "لا نتصرف كالأمريكيين في سوريا والعراق الذين دمروا مدناً بأكملها، بل نخشى على حياة الأوكرانيين".
 
في حين أردف: "الغرب مستعد للقتال في بلدكم حتى آخر أوكراني، ولهذا اتخِذوا القرارات الصائبة الآن وقبل فوات الأوان".
 
وكانت النائبة العامة الأوكرانية إيرينا فينيستوفا قد أعلنت العثور على 410 جثث تعود لمدنيين في مدينة بوتشا (قرب العاصمة كييف) بعد أن استعاد الجيش الأوكراني السيطرة عليها مؤخراً.
 
في حين نفى نيبيزيا مسؤولية روسيا عن سقوط هؤلاء القتلى بقوله: "إن مجرد التفكير بأن الجيش الروسي قادر على فعل هذه الأمور في بوتشا هو أمر غير مقبول". وشدد على أن "هذه الجثث لم تكن موجودة بعد انسحاب القوات الروسية".
 
كما استطرد مخاطباً الرئيس الأوكراني بقوله: "تم انتخابك رئيساً عام 2019 ووقتها تعهدت بإحلال السلام في دونباس وحماية الناطقين بالروسية، لكن كل ذلك تلاشى الآن" وتابع: "فأنتم تتعاملون مع سكان لوغانسك ودونباس (منطقتين انفصاليتين في دونباس) باعتبارهم أقل من البشر".
 
في حين واصل السفير الروسي مخاطبة زيلينسكي: "النازيون هم من يديرون الدفة في أوكرانيا الآن.. وأنتم قمتم بتوزيع الأسلحة عليهم".
 
فيما ناشد الرئيس الأوكراني، مجلس الأمن، الثلاثاء، أن يتبنى بشكل عاجل إصلاحات داخلية شاملة في ظل عجزه عن إحلال السلام في أوكرانيا.
 
حيث تساءل، في كلمة له أمام المجلس: "أين الأمن الذي يجب أن يضمنه مجلس الأمن؟! إنه غير موجود. رغم وجود مجلس أمن، فأين السلام إذاً؟!" وتابع: "هل أنتم على استعداد لإغلاق الأمم المتحدة؟ هل تعتقدون أن زمن القانون الدولي قد ولى؟ إذا كانت إجابتكم لا، فأنتم بحاجة إلى التصرف على الفور".
 
جدير بالذكر أنه وفي 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.