أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن باستخدام كميات كبيرة من احتياطي النفط في الولايات المتحدة في محاولة لخفض تكاليف الوقود المرتفعة.
وقرر بايدن الإفراج عن ما يصل إلى 180 مليون برميل من النفط على مدى ستة أشهر، وهي خطوة غير مسبوقة في الولايات المتحدة.
وتراجعت أسعار النفط بعد الإعلان عن تقارير بشأن هذه الخطوة، التي تهدف إلى تخفيف أزمة الإمدادات التي أشعلتها الحرب في أوكرانيا.
لكن محللين يقولون إنه من غير المرجح أن يحل إطلاق حوالى مليون برميل في اليوم الأزمة بالكامل.
ووعد بايدن باتخاذ مزيد من الإجراءات لتعزيز الإنتاج الأمريكي، قائلا إن استخدام الاحتياطي "سيكون بمثابة جسر حتى نهاية العام عندما يرتفع الإنتاج المحلي".
ودعا الشركات إلى دفع مبالغ إضافية إذا اختارت عدم استخدام آبار النفط في الأراضي التي تستأجرها من الحكومة، بالإضافة إلى استثمارات لتسريع تبني مصادر طاقة أكثر مراعاة للبيئة.
وأصبحت تكلفة الوقود المرتفعة قضية سياسية رئيسية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في الولايات المتحدة، التي تشهد انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال بايدن إن قرار استخدام الاحتياطي النفطي الاستراتيجي "غير مسبوق".
ويمثل إعلان يوم الخميس المرة الثالثة في ستة أشهر التي يلجأ فيها بايدن إلى مخزون النفط الخام الأمريكي.
لكن من غير المرجح أن يكون استخدام الاحتياطي النفطي بهذه الصورة كافيا لتعويض الإمدادات المفقودة من روسيا، ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم بعد السعودية.
وقال إدوارد غاردنر، الخبير الإقتصادي في كابيتال إيكونوميكس: "بينما سيساعد استخدام الاحتياطي في ضبط الأسعار على المدى القصير، يتعين زيادة في الإنتاج العالمي لإحداث انخفاض مستمر في الأسعار".
ووصل خام برنت، المعيار العالمي لأسعار النفط، إلى 139 دولارا للبرميل في مارس/آذار بعد بداية الحرب في أوكرانيا وفرض عقوبات على موسكو.
وتراجعت أسعار الطاقة منذ ذلك الحين، لكن النفط لا يزال أعلى بنسبة 70٪ تقريبا بالمقارنة مع ما كان عليه قبل عام.
أنابيب النفط الخام والصمامات في الاحتياطي البترولي الاستراتيجي في فريبورت، تكساس، الولايات المتحدة في 9 يونيو/حزيران 2016
وكان الطلب العالمي على الطاقة يرتفع قبل الحرب، عندما بدأت الاقتصادات في إعادة الانفتاح مع تخفيف إجراءات الإغلاق بسبب فيروس كورونا.
ومع ذلك، أثارت الحرب في أوكرانيا مخاوف بشأن مشكلات الإمدادات، مع تحذيرات من أن صادرات النفط الروسية قد تنخفض بما يصل إلى 3 ملايين برميل يوميا.
ومعظم الدول الرئيسية المنتجة للطاقة تستخدم كامل طاقتها أو غير راغبة في زيادة الإنتاج.
وأكدت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاؤها، بما في ذلك روسيا، يوم الخميس التزامهم باتفاقهم الحالي لزيادة الإنتاج تدريجيا.
وجاء القرار على الرغم من ضغوط الولايات المتحدة على أعضاء مجموعة الدول المنتجة للنفط لزيادة الإنتاج.
ودعت وكالة الطاقة الدولية إلى اجتماع طارئ، لكن من غير الواضح ما إذا كانت دول أخرى، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان، ستتبع الولايات المتحدة من خلال الإفراج عن احتياطيات النفط.
وقال بايدن إنه ينسق مع الدول الغربية بشأن الإفراج عن المخزونات، وتوقع منهم إطلاق 30-50 مليون برميل أخرى.
وفي يوم الخميس، قالت اليابان إنها ستتخذ إجراءات طارئة لتأمين الإمدادات بسبع مواد استراتيجية تعتمد عليها بشدة من روسيا أو أوكرانيا، حيث تسببت الحرب والعقوبات في اضطرابات في الإمدادات.
وقال وزير الصناعة الياباني إن الإجراءات تشمل دعم الحكومة لتعزيز الإنتاج المحلي والمشتريات البديلة والمساعدة في التطورات التكنولوجية لتقليل استخدام المواد، التي تشمل الغاز الطبيعي المسال والغازات المستخدمة في صناعة رقائق الكمبيوتر.
(وكالات)