وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين، العاصمة الإماراتية في زيارة رسمية تستغرق يومين، هي الأولى منذ عام 2013.
وأفادت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" بأن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كان في مقدمة مستقبلي أردوغان والوفد المرافق لدى وصوله مطار الرئاسة في أبوظبي.
كما كان في الاستقبال، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة.
وكتب أردوغان في حسابه عبر "تويتر" قبيل مغادرته البلد إلى الإمارات: "بدأنا حقبة جديدة في العلاقات التركية الإماراتية من خلال اللقاء الذي عقدناه مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، في أنقرة في نوفمبر. واليوم نتوجه إلى أبو ظبي لتعزيز هذا الزخم الذي اكتبسته علاقاتنا".
وأضاف: "أنا على ثقة أننا خلال هذه الزيارة، سنتخذ الخطوات التي من شأنها تشكيل الخمسين عاما الجديدة من صداقتنا وأخوّتنا مع الإمارات التي تحتفل بالذكرى الخمسين لتأسيسها".
ويرافق أردوغان وزراء الخارجية مولود تشاووش أوغلو، والداخلية سليمان صويلو، والمالية نورالدين نباتي، والتجارة محمد موش، والصناعة والتكنولوجيا مصطفى ورانك، والنقل والبنى التحتية عادل قره إسماعيل أوغلو.
كما يرافقه وزيرا الثقافة والسياحة محمد نوري أرصوي، والزراعة والغابات بكر باكدميرلي، ورئيس دائرة الاتصال بالرئاسة فخر الدين ألطون، ومتحدث الرئاسة إبراهيم قالن، ورئيس هيئة الصناعات الدفاعية إسماعيل دمير.
وشهدت العلاقات بين البلدين توترا بعد المقاطعة التي فرضتها السعودية ودول أخرى بينها الامارات على قطر، أقرب حلفاء انقرة، واستمرت من منتصف عام 2017 حتى أوائل العام الماضي.
لكن العلاقات عادت للتحسن مع زيارة قام بها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى تركيا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، هي الاولى لمسؤول إماراتي بهذا المستوى منذ 2012.
وكتب إردوغان في مقال نشرته صحيفة "خليج تايمز" الإماراتية قبيل وصوله ان "تركيا والإمارات يمكن أن يسهما معًا في السلام والاستقرار والازدهار الإقليمي"، مضيفا "سيكون لهذا التعاون انعكاسات إيجابية ليس فقط في العلاقات الثنائية ولكن أيضًا على المستوى الإقليمي".
وتجري الزيارة بينما تعمل الإمارات، الطامحة للعب دور دبلوماسي كبير، على إصلاح علاقاتها مع جاراتها وخصوصا قطر وإيران.
كما تواجه الإمارات تهديد المتمردين الحوثيين في اليمن الذين شنّوا هجمات صاروخية وبطائرات مسيرة غير مسبوقة ضدها، ما دفع بأبوظبي إلى زيادة تعاونها العسكري مع الولايات المتحدة وفرنسا لمواجهة هذا التهديد.
وقال إردوغان "نحن لا نفصل بين أمن واستقرار دولة الإمارات وإخواننا الآخرين في منطقة الخليج، وأمن واستقرار بلدنا. نحن نؤمن بشدة بأهمية تعميق تعاوننا في هذا السياق في المستقبل".
خلال زيارة ولي عهد أبوظبي لتركيا، جرى تأسيس صندوق بقيمة عشرة مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا، وذلك غداة تسجيل الليرة التركية انخفاضا كبيرا أمام الدولار.
ويرغب إردوغان في جذب استثمارات جديدة لبلاده التي تعاني من مستوى تضخم قياسي هو الأعلى منذ 2002. ومن المرجح ان يزور السعودية، صاحبة أكبر اقتصاد عربي، هذا الشهر للمرة الاولى منذ جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول في 2018.
وبلغت قيمة التجارة بين تركيا والإمارات في النصف الأول من عام 2021 أكثر من سبعة مليارات دولار، بنمو بلغ 100 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام 2020، بحسب إحصائيات إماراتية رسمية.
وتأتي تركيا في المرتبة الـ 11 بين أكبر الشركاء التجاريين للإمارات، فيما تمثّل الدولة الخليجية الثرية الشريك التجاري الثاني عشر لتركيا عالميا والشريك التجاري الأكبر لتركيا على مستوى منطقة الخليج.
وثمة ما يقارب 400 شركة في تركيا مؤسسة برأس مال إماراتي ويعتبر قطاع العقارات على رأس قائمة الاستثمارات الإماراتية في هذا البلد إلى جانب استثمارات كبيرة في قطاع المصارف، وتشغيل الموانئ والقطاع السياحي.
وقال في مقاله إنه بالإضافة إلى الطاقة والصحة والزراعة والخدمات اللوجستية والبنية التحتية والتمويل والسياحة، "نهدف إلى تعزيز التعاون بين تركيا والإمارات بشأن تغير المناخ والأمن المائي والغذائي أيضًا، وأعتقد أن كلا الجانبين حريص على تحديد أهداف جديدة لمزيد من الاستثمار والتعاون".