قُتِل 4 أشخاص وأصيب آخرون بينهم عضو مكتب سياسي بحركة حماس، بجراح متفاوتة، إثر إطلاق نار بادر به مسلحون تجاه المشاركين في تشييع جثمان شاب توفي قبل يومين في مخيم للاجئين جنوب لبنان؛ إثر اشتعال نار في مستودع تابع لحركة حماس.
جاءت حادثة إطلاق النار خلال جنازة المهندس حمزة شاهين، والذي توفي إثر جراح أصيب بها في حريق وانفجار تسبب به تماس كهربائي في مستودع لأسطوانات أوكسجين، حسبما قالت حركة حماس.
الجنازة التي شهدت مشاركة جماهيرية، التحق بها أيضاً قيادات من الصف الأول بحركة حماس من بينهم أسامة حمدان وعزت الرشق وحسام بدران وزاهر جبارين.
مصادر سياسية مطلعة كشفت لـ"عربي بوست" أن قوى سياسية فلسطينية ولبنانية وعلى رأسها حزب الله وحركة أمل شاركت في التشييع، لكنها أكدت غياب قادة حركة فتح.
وسائل إعلامية فلسطينية أكدت مقتل 4 فلسطينيين في الحادثة وإصابة آخرين بجراح، بينهم عضو المكتب السياسي لحركة حماس، زاهر جبارين.
إطلاق نار مباشر
المصادر المطلعة أكدت كذلك لـ"عربي بوست" أن الاجتماع الذي شاركت فيه الفصائل الفلسطينية عشية التشييع غابت عنه حركة فتح، مشيرة إلى أن الفصائل أكدت بدورها على أهمية اعتبار التشييع حدثاً وطنياً فلسطينياً وليس حدثاً مرتبطاً بحركة حماس.
بحسب المصدر فإنه وقبيل الجنازة جرت اتصالات سياسية مع حركة فتح بغية عدم وقوع أي احتكاك أمني أو إشكالات مباشرة، وذلك بعد أن أرسلت فتح عبر أحد الوسطاء رفضها لمرور الجنازة بالقرب من مقرها في المخيم، إلا أنها تعهدت كذلك بعدم السماح بحصول أي اشتباك أو أشكال وهذا ما حدث عكسه تماماً خلال التشييع.
كما تساءل المصدر من جانبه عن أسباب غياب السفير الفلسطيني أشرف دبور عن التشييع، فيما شاركت قوى سياسية فلسطينية ولبنانية وعلى رأسها حزب الله وحركة أمل.
في المقابل، أكد مصدر أمني رفيع لـ"عربي بوست" أن ما جرى في المخيم هو أن عناصر من حركة فتح أطلقت النار بشكل مباشر على المشيعين، وجزءاً منهم كان بلباس الأمن الوطني المنوط به حماية المخيمات من أي أحداث أمنية.
وفقاً للمصدر الأمني فإن الجنازة شارك بها المئات من أبناء المخيمات، فيما احتشد الأهالي في جوانب الجنازة وعلى أسطح المنازل المحيطة بالطريق الذي سارت به الجنازة، وكانوا يلقون الأرز على جثمان القتيل وعلى جموع المشيعين.
وقال المصدر: "عندما وصلت الجموع إلى مشارف المقبرة، كان هناك مركز لحركة فتح، وفيه مقاتلون متأهبون وجاهزون لإطلاق النار، حيث باشروا بإطلاق كثيف للنيران بقصد القتل فأصابوا عدداً من المشيعين".
مسؤول العلاقات الوطنية لحركة حماس في لبنان أيمن شناعة قال في تصريحات صحفية "إن الحركة ضبطت كل عناصرها على الأرض حفاظاً على المخيم وإطلاق النار تم من جانب واحد فقط"، مشيراً إلى أن "اتصالات واسعة تجري لتطويق الحادث"، مؤكداً أن الحركة تطالب بتسليم الفاعلين.
من جانبه، طالب ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان إحسان عطايا كذلك "بتسليم مطلقي النار صوب جنازة الشهيد حمزة شاهين إلى الجهات المختصة بأسرع وقت ممكن".
حادثة انفجار المستودع
كان مخيم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، قد شهد انفجاراً ضخماً مساء الجمعة، فيما قالت وسائل إعلام لبنانية إن الانفجار وقع في مستودع للأسلحة تابع لأحد الفصائل الفلسطينية، كما أكدت وقوع إصابات تصل إلى 10 أشخاص.
من جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن الانفجار الذي وقع مساء الجمعة، في مخيم للاجئين الفلسطينيين سببه تماس كهربائي في مخزن به أسطوانات أوكسجين مخصصة لمرضى كورونا، وليس في مستودع أسلحة.
واستنكرت حركة حماس ما وصفته بحالة "التضليل الإعلامي" الذي رافق الحريق المندلع في المخيم.
وشددت الحركة على "تقديرها لجميع المؤسسات الصحية والإسعاف والدفاع المدني، التي سارعت إلى التعامل مع الحريق، والجهود الطيبة التي بذلها المجتمع اللبناني المجاور، والتسهيلات التي قدموها للتعامل مع الحدث".
ويؤوي لبنان، بحسب تقديرات رسمية، 192 ألف لاجئ فلسطيني على الأقل، في مخيمات تحولت على مرّ السنين، إلى أحياء عشوائية مكتظة بالسكان والأبنية والأسلاك الكهربائية.
ولا تدخل القوى الأمنية اللبنانية المخيمات الفلسطينية بموجب اتفاق غير معلن، بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية، وتمارس الفصائل نوعاً من الأمن الذاتي داخل المخيمات، مع تنسيق أمني وثيق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية.
(عربي بوست)