قال الجيش الأوكراني إن قواته ما زالت تسيطر على أماكن تموضعها في إقليم دونباس، وإنها تراقب تحركات الانفصاليين الموالين لروسيا في المنطقة، بينما حذرت مجموعة السبع موسكو من "عواقب وخيمة" إذا هاجمت أوكرانيا.
وقامت القوات الأوكرانية بنقل دبابات وناقلات جند، وشاحنات عسكرية على متن قطارات في شمال مدينة "ماريوبول" المطلة على بحر آزوف، استعدادا على ما يبدو لنقلها إلى جبهة المواجهة في دونباس، وفق صور نشرتها قناة الجزيرة.
في المقابل، كشف تقرير لمراقبي منظمة الأمن والتعاون الأوروبية عن نشر روسيا معدات عسكرية ثقيلة، بينها أنظمة صواريخ متطورة على الحدود مع أوكرانيا، وسط دعوات لموسكو لاحتواء النزاع مع كييف، في حين نفت واشنطن أنباء عن عزمها إرسال وحدات أميركية لأوكرانيا.
وأكد المراقبون الأوروبيون أنهم رصدوا في دونباس نشر روسيا 235 وحدة من المعدات العسكرية الثقيلة، منها أنظمة صواريخ غراد ومدفعية ذاتية الدفع.
وقال تقرير للمنظمة الأوروبية إن التشكيلات المسلحة الروسية تجري تدريبات قتالية نشطة على خط التماس، مع محاولات واضحة لإخفاء نشاطها العسكري عن أنظار المراقبين الدوليين.
يأتي ذلك قبيل زيارة كارين دونفريد مساعدة وزير الخارجية الأميركية للشؤون الأوروبية والآسيوية غدا الاثنين إلى كل من كييف وموسكو لمناقشة الأزمة المتصاعدة بين الطرفين.
وخلال الزيارة، ستؤكد دونفريد -خلال لقاءاتها وفق ما أوردته وكالة "إنترفاكس" الأوكرانية- التزام الولايات المتحدة بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها واستقلالها، فضلا عن ضرورة العمل على تحقيق تقدم دبلوماسي في إنهاء الصراع في دونباس على أسس تنفيذ اتفاقيات مينسك ودون المساس بدور رباعية نورماندي.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن دونفريد ستزور كييف وموسكو للقاء مسؤولين حكوميين لمناقشة التعزيزات العسكرية الروسية، وستشدد على أنه يمكننا تحقيق تقدم دبلوماسي وإنهاء النزاع في دونباس من خلال تنفيذ اتفاقات مينسك بدعم صيغة نورماندي.
تحذيرات غربية
سياسيا، حذر وزراء خارجية دول مجموعة السبع اليوم الأحد روسيا من عواقب وخيمة، إذا أقدمت على مهاجمة أوكرانيا، وفق ما جاء في مسودة بيان للمجموعة اطلعت عليه رويترز.
وقال مندوبو المجموعة -في بيان قمتهم التي عقدت بمدينة ليفربول البريطانية- إنه يجب ألا يكون لدى روسيا أي شك في أن أي عدوان عسكري على أوكرانيا سيكون "ثمنه باهظا وعواقبه وخيمة"، وفق تعبير البيان.
وأكدت المجموعة -التي تضم بريطانيا وألمانيا فرنسا وإيطاليا واليابان وكندا، إضافة إلى ممثل عن الاتحاد الأوروبي- أن أعضاءها مجمعون على إدانة الحشد العسكري الروسي قرب أوكرانيا، ودعت موسكو للتهدئة.
من جانبها قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس اليوم الأحد إن بريطانيا تدرس جميع الخيارات حول كيفية الرد إذا أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا، موضحة أنها استخدمت العقوبات الاقتصادية في السابق لتوجيه رسائل دبلوماسية لموسكو.
وأضافت تروس للصحفيين -على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع- "عندما تريد المملكة المتحدة إرسال رسائل واضحة وتحقيق أهداف واضحة سنكون مستعدين لاستخدام العقوبات الاقتصادية".
واستولت روسيا على شبه جزيرة القرم في البحر الأسود من أوكرانيا في 2014، الأمر الذي دفع الغرب إلى فرض عقوبات على روسيا.
وتقدر المخابرات الأميركية أن روسيا قد تخطط لشن هجوم واسع النطاق على أوكرانيا في وقت مبكر العام المقبل تشارك فيه قوة يصل قوامها إلى 175 ألفا من قواتها.
وينفي الكرملين أنه يخطط لغزو أوكرانيا قائلا إن الغرب يسيطر عليه هوس الخوف من روسيا، مؤكدا أن توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) يهدد روسيا ويتعارض مع التطمينات التي تلقتها مع انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991.
رد روسي
من جهته، قال الكرملين اليوم إن بوتين أبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن أن القوات الروسية لا تمثل تهديدا وأنه يتم شيطنة نقل موسكو للقوات في أنحاء أراضيها.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن هناك فروقا خطيرة للغاية في المفاهيم بين روسيا والولايات المتحدة بخصوص "الخطوط الحمراء" لدى موسكو.
وبالنسبة لموسكو يعتبر احتضان حلف الأطلسي المتزايد لجمهورية سوفياتية سابقة مجاورة مثل أوكرانيا، ونشر صواريخ للحلف فيها موجهة إلى روسيا، بمثابة "خط أحمر" لن تسمح بتجاوزه.
بدوره قال أندريه رودينكو نائب وزير الخارجية الروسي إن بلاده لن تسمح بأن يجري التحدث معها بما سماه "لغة الشرطي المستعلية"، ومن خلال استخدام الابتزاز والتدخل بشؤونها الداخلية.
ورأى رودينكو أن مشكلة الغرب تكمن في عدم استعداده للاعتراف بتشكل عالم جديد متعدد الأقطاب، وفي سعيه المستمر لحل المشاكل بالقوة، معتمدا على أدوات العقوبات غير الشرعية.
وجدد رودينكو استعداد بلاده لتطوير علاقاتها مع جميع الدول -بما فيها الغربية- على مبدأ المساواة والاحترام والقانون الدولي.
(الجزيرة)