سلط مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على الانتهاكات التي تشهدها السجون الإيرانية ضد النساء، من بينها الاعتداءات الجنسية والجلد وإجبار سجينات على ممارسة الجنس مع حراس.
واستند المقال، الذي كتبته الصحفية والناشطة الإيرانية مسيح علي نجاد، في معلوماته إلى تغريدات نشرتها الناشطة الإيرانية الشابة سبيده غوليان (26 عاما) المعتقلة في سجن بوشهر الإيراني سيء الصيت.
يقول المقال إن غوليان كشفت في تغريداتها أن السجينات كن يتعرضن لاعتداءات جنسية، بالإضافة إلى إجبار نساء لا يمتلكن نقودا على ممارسة الجنس مع الحراس أو الدخول في زيجات مؤقتة مع نزلاء يتواجدون في عنبر الرجال.
ووفقا لكاتبة المقال، فقد كانت غوليان في إطلاق سراح مؤقت من السجن عندما كتبت تغريداتها التي أشارت خلالها الى الأوضاع المؤلمة التي تعيشها النساء في هذا السجن، واصفة إياه بـ"الجحيم المنسي".
من بين أساليب التعذيب التي اطلعت عليها غوليان في السجن، تهديدات بتفتيش جسدي كامل مع انتزاع ملابسهن أمام موظفي السجن والسجينات الأخريات والحبس الانفرادي وغيرها.
بمجرد أن نشرت غوليان هذه التغريدات، عمد رجال أمن إيرانيون إلى مداهمة منزلها واعتقالها بعد أن تم ضربها، فيما تم اعتقال شقيقها هو الآخر بعد أن حاول الدفاع عن شقيقته.
تنقل كاتبة المقال عن سجينة سياسية أخرى في سجن بو شهر تدعى محبوبة رضائي، القول إن حراس السجن هددوا باغتصاب وقتل غوليان، مضيفة أنها هي أيضا تعرضت لضغوط من أجل الدخول في زواج مؤقت مقابل المال.
وحظرت السلطات الإيرانية، على مدى ما يقرب عقدين من الزمن، زيارة مراقبين مستقلين للسجون الإيرانية، كما رفضت إجراء تحقيقات في مزاعم الانتهاكات التي تشهدها سجون البلاد، في وقت تواصل فيه منظمات حقوق الإنسان والنشطاء المسجونون بسبب نشاطهم السلمي الإبلاغ عن انتهاكات التعذيب.
وفي أغسطس الماضي وثقت مقاطع فيديو مسربة من سجن إيفين الإيراني، في العاصمة طهران، انتهاكات شديدة لحقوق الإنسان وأنماط من المعاملة المسيئة للسجناء على أيدي حراس السجن، وصفتها منظمة هيومن رايتس ووتش بأنها "أدلة لا يمكن إنكارها".
ومقاطع الفيديو التي سربت بعد عملية اختراق لكاميرات المراقبة في السجن تظهر الحراس يضربون السجناء ويسيئون معاملتهم، فضلا عن عدة حوادث اعتداء على نزلاء وسجناء آخرين يؤذون أنفسهم دون تدخل واضح من مسؤولي السجن.
وأمام أدلة مقاطع الفيديو، اعتذر محمد مهدي حاج حسيني، رئيس مكتب السجون، ووعد بالتحقيق في الانتهاكات ومنع وقوع مزيد منها، لكن ذلك يصعب تصديقه، بحسب هيومن رايتس ووتش.
وتشير المنظمة إلى أنه في السنوات الثلاث الماضية وحدها، توفي ما لا يقل عن خمسة سجناء في ظروف مريبة، ولم تجر السلطات تحقيقا شفافا أو تحاسب أي شخص. وفي حالتين على الأقل، اتهمت السلطات أشخاصا أبلغوا عن تعذيب أو سوء معاملة في السجن.
وتصف المنظمة مقاطع الفيديو أنها "غيض من فيض"، إذ أنها لا تتضمن لقطات من جناحين في السجن تسيطر عليهما وكالات الاستخبارات الإيرانية الوحشية، حيث يواجه السجناء السياسيون انتهاكات خطيرة، تشمل الحبس الانفرادي لفترات طويلة، واستخدام عصابة العينين، والتعذيب.
وغالبا ما تجد إيران نفسها في موقف دفاعي بسبب تقارير للأمم المتحدة أو لمنظمات دولية تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان، تنتقد إدارة المعتقلات وإساءة معاملة السجناء.
المصدر: واشنطن بوست