قال الرئيس الجزائري، الأحد 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن عودة السفير الجزائري إلى باريس مشروطة بالاحترام التام لبلاده، وذلك بعد أسبوع من قرار البلاد بسحب سفيرها بسبب تصريحات اعتبرتها "مسيئة" من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وكانت صحيفة "لوموند" الفرنسية، قد نقلت عن ماكرون قوله إن "النظام السياسي العسكري" الجزائري أعاد كتابة تاريخ الاستعمار الفرنسي للجزائر على أساس "كراهية فرنسا".
في اليوم التالي، أغلقت الجزائر مجالها الجوي أمام الطائرات العسكرية الفرنسية، وفقاً لما قاله الجيش الفرنسي.
اليوم الأحد، قال تبون في لقاء دوري مع وسائل الإعلام المحلية اليوم "على فرنسا أن تنسى أن الجزائر كانت يوماً ما مستعمرة".
ضربات اقتصادية غير مسبوقة
في الوقت الذي صرح الرئيس الفرنسي، الأسبوع الماضي، بأنه يأمل في تهدئة سريعة للتوترات الدبلوماسية مع الجزائر، وأكد في مقابلة مع إذاعة فرانس إنتر أن له علاقات "ودية للغاية" مع الرئيس الجزائري، فإن مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الخارجية والاستراتيجية، باسكال بونيفاس، رأى في تصريحات ماكرون ضد الجزائر أنها "خطيرة جداً" .
إذ اعتبر الخبير الجيوسياسي، تشكيك ماكرون في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي، انزلاقاً خطيراً "بالنظر إلى التاريخ المشترك بين البلدين".
من جانبها، وجَّهت الجزائر ثلاث ضربات اقتصادية غير مسبوقة للاقتصاد الفرنسي، الذي كان يسيطر على ثلاثة قطاعات استراتيجية ومهمة في الجزائر.
فقد أنهت الجزائر، يوم الخميس 7 أكتوبر/تشرين الأول، سيطرة الفرنسيين على مترو العاصمة، التي دامت لعقد كامل وأوكلت تسييره لشركة جزائرية خالصة.
مع انتهاء عقد الشركة الفرنسية التي كانت تلح من أجل التجديد أغلقت الجزائر المترو لمدة 18 شهراً كاملة بحجة الوقاية من انتشار فيروس كورونا، مع أن القطارات والتراموي كانت تعمل بصفة عادية.
وتداولت بعض وسائل الإعلام أن الشركة الفرنسية المسيِّرة للمترو أخذت معها قاعدة بيانات التشغيل كانتقام لعدم تجديد عقدها، لكن وزير النقل الجزائري نفى ذلك عند إعلانه عودة المترو للعمل.
وفي السياق ذاته رفضت الجزائر تجديد عقد شركة "سويز" الفرنسية للمياه والتطهير، التي كانت مسؤولة عن توزيع المياه في العاصمة وعدة ولايات كبرى أخرى.
وقالت وزارة المياه الجزائرية في بيان لها: "انتهى عقد التسيير والشراكة، بين شركة المياه والتطهير للجزائر سيال، ومجمع سويز بعد ثلاثة تجديدات متتالية منذ إمضاء العقد الأول في سنة 2006، أي ما يعادل 15 سنة من الشراكة. ولهذا الغرض قام مجلس إدارة شركة سيال بتنصيب فرقة مسيرة جديدة جزائرية 100%".
أما الضربة الموجعة، التي وفق مصادر "عربي بوست"، تطبخ على نار هادئة فتتعلق بالاستغناء عن القمح الفرنسي تدريجياً لصالح القمح الروسي.
وتعد فرنسا من بين أكبر الموردين للقمح بالنسبة للجزائر، وكانت الأخيرة قد أرجعت شحنة فرنسية كبيرة مؤخراً لفرنسا، بعدما وُجد فيها جثث خنازير، كما قررت عدم التعامل مجدداً مع الشركة الفرنسية المورّدة، وتستورد الجزائر ما يقرب 40% من إنتاج القمح الفرنسي سنوياً.
المصدر: وكالات