كشفت صحيفة "الغارديان"، الجمعة 24 سبتمبر/أيلول 2021، أن "القوات البريطانية مسؤولة عن مقتل قرابة 300 مدني خلال الصراع الأفغاني".
إذ أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن تلك القوات "مرتبطة بمقتل 289 مدنياً أفغانياً، بينهم 86 طفلاً، بين عامي 2006 و2013". وأوضحت أن ذلك وفق تقرير أصدرته منظمة "العمل على العنف المسلح" (AOAV)، غير الحكومية ومقرها لندن، استند إلى تجميع سجلات التعويضات في وزارة الدفاع البريطانية.
في المقابل فقد أظهرت السجلات أن "الجيش البريطاني دفع إجمالي 688 ألف جنيه إسترليني (941 ألف دولار) تعويضات بين 2006 و2013، وهو العام الأخير من عملياته القتالية في أفغانستان".
بحسب التقرير، دفعت القوات البريطانية متوسط ألفين و380 جنيهاً إسترلينياً فقط (3 آلاف و255 دولاراً) تعويضاً عن كل ضحية، أصغرهم كان طفلاً عمره 3 سنوات.
كما بيّنت الصحيفة أن "واحدة من أخطر الحوادث المدرجة في السجلات هي منح 4 آلاف و234 جنيهاً إسترلينياً (5 آلاف و786 دولاراً) لعائلة، بعد مقتل أربعة أطفال بالرصاص بالخطأ في حادثة وقعت في ديسمبر/كانون الأول 2009".
فيما كانت بعض التعويضات عبارة عن مبلغ ضئيل، حيث تلقت عائلة واحدة نحو 104 جنيهات إسترلينية (142 دولاراً)، في فبراير/شباط 2008، تعويضاً عن "حالة قتل مؤكدة وأضرار لحقت بممتلكات" في مقاطعة هلمند (جنوب).
أضرار في الممتلكات
إلا أنه في بعض الحالات كانت التعويضات المتعلقة بالأضرار في الممتلكات، أكبر من تعويضات خسائر الأرواح، حيث منحت الوزارة تعويضاً قدره 873 جنيهاً إسترلينياً (ألف و193 دولاراً) عن "رافعة تالفة"، في الفترة بين 2009 و2010.
من جانب آخر، نقلت الصحيفة عن متحدث باسم وزارة الدفاع، لم تسمه، قوله إن "مبلغ التعويض المدفوع في كل حالة تم تحديده من خلال مزيج من المبادئ القانونية، إضافة إلى العادات والممارسات المحلية".
في المقابل تعد سجلات التعويضات إحدى الطرق القليلة لتحديد عدد المدنيين الذين من المحتمل أن يكونوا قد قُتلوا على يد القوات البريطانية في أفغانستان، بحسب "الغارديان".
من ناحية أخرى فقد أعيد تسليط الضوء على ملف الضحايا المدنيين في أفغانستان، بعد أن قالت الولايات المتحدة إن غارة بطائرة مسيّرة، الشهر الماضي، قتلت 10 مدنيين بينهم 7 أطفال، وليس مسلحين من تنظيم "داعش خراسان" الإرهابي.
السيطرة على الحكم
يُذكر أنه في منتصف أغسطس/آب 2021، تمكنت حركة طالبان من السيطرة على أفغانستان، وذلك بالتزامن مع اكتمال الانسحاب الأمريكي من البلاد نهاية الشهر ذاته.
كذلك وفي 2001، أسقط تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، حكم "طالبان"؛ لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة"، الذي تبنى هجمات بالولايات المتحدة، في سبتمبر/أيلول 2001 من ذلك العام.
من جانبه فقد سبق أن قال رئيس جهاز الاستخبارات البريطانية الداخلية "إم آي 5″، كين ماكالوم، إن "سيطرة حركة طالبان على أفغانستان شجعت المتطرفين وزادتهم جرأة، ما قد يؤجج المؤامرات الإرهابية ضد الغرب، على غرار تنظيم القاعدة".
حيث رجح ماكالوم، خلال مقابلة نادرة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن تواجه المملكة المتحدة "مخاطر أكبر"، بسبب انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والإطاحة بالحكومة الأفغانية المدعومة دولياً، حسب ما نقلته وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية.
تهديدات إرهابية
أشار المسؤول البريطاني إلى أن "التهديدات الإرهابية لا تتغير بين عشية وضحاها، بمعنى التآمر الموجه أو معسكرات التدريب، وهو ما تمتع به تنظيم القاعدة في أفغانستان وقت هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001". وقال: "يجب الانتباه إلى إعادة نمو محتملة للمؤامرات الموجهة، على غرار تنظيم القاعدة".
كذلك فقد أفاد المسؤول البريطاني بأن بلاده تمكنت من "إحباط 31 مؤامرة هجوم خلال السنوات الأربع الماضية، نفذها متشددون إسلاميون، ويمينيون متطرفون".
كما أوضح ماكالوم أن "عدد المؤامرات التي نحبطها هذه الأيام، هو في الواقع أعلى من تلك التي كنا نواجهها بعد 11 سبتمبر/أيلول، إلا أنها في المتوسط هجمات أصغر وأقل تعقيداً".
المصدر: الاناضول