قال زعيم زعيم ما يسمى الانتفاضة الشعبية في أفغانستان أحمد مسعود إنه مستعد لوقف القتال في بنجشير وإجراء محادثات إذا انسحبت حركة طالبان من الولاية، وذلك مع سيطرة الحركة على جميع مديريات الولاية.
وأضاف مسعود في فيسبوك أنه يرحب باقتراح مجلس العلماء لإجراء محادثات لإنهاء القتال في بنجشير.
وكان المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم قال إن قوات الحركة تقترب من السيطرة على مركز ولاية بنجشير (شمال شرقي أفغانستان) بعد سيطرتها على جميع مديرياتها السبع، في حين قالت قوات الزعيم المحلي أحمد مسعود إنها حاصرت مئات من قوات طالبان، وطردت مقاتلي الحركة من إحدى مديريات بنجشير.
وقال المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان -في نشرة للجزيرة- إن جميع مديريات ولاية بنشجير أصبحت تحت سيطرة الحركة وإنها تقترب من السيطرة على مركز الولاية بازارك، موضحا أن مقاتلي طالبان سيطروا على مديرية رخا، وهي المديرية المتبقية التي سقطت في يد الحركة.
وأفاد الجزيرة عن مراسلها في أفغانستان، أن طالبان أعلنت في وقت سابق سيطرتها على مديريتي شوتول وبريان في ولاية بنجشيـر التي تضم 7 مديريات، وقال المتحدث باسم طالبان إن قوات الحركة سيطرت على 5 من المديريات السبع في الولاية.
وبدأت طالبان التي سيطرت الشهر الماضي على السلطة في أفغانستان هجوما على بنجشير بعد رفض السلطات المحلية تسليم الولاية سلميا للحركة لتكتمل سيطرتها على الأراضي الأفغانية كافة.
قوات مسعود
بالمقابل، قالت مصادر محلية للجزيرة إن ما تُعرف بقوات "الانتفاضة الشعبية" بقيادة أحمد مسعود فجّرت جسرا في منطقة دولانسانك بعدما عبره مقاتلو طالبان، وذلك أدى إلى محاصرة أكثر من ألف من مقاتلي الحركة في مناطق سيطرة القوات المحلية.
وقد هددت هذه القوات بأنها ستقتل مقاتلي الحركة المحاصرين إذا لم ترفع قوات طالبان الحصار المفروض على وادي بنجشير، وتوقف المعارك.
وغرد المتحدث باسم قوات الانتفاضة الشعبية فهيم داشتي -على حسابه في تويتر- أن القوات المتحاربة مع طالبان طردت جميع مسلحي الحركة من مقاطعة باريان، وأضاف أن نحو ألف مقاتل من طالبان إما قتلوا أو أصيبوا أو احتجزوا أسرى، بعد إغلاق طريق الخروج خلفهم.
وولاية بنجشير منطقة جبلية وعرة تقع شمال العاصمة كابل، وتمتد على طول 115 كيلومترا، وذلك يمنح المقاتلين المناهضين لطالبان ميزة طبيعية في معركتهم ضد الحركة، إذ تمكّن المقاتلين من التخفي في وجه القوات المتقدّمة لشن كمائن لاحقا من المرتفعات باتجاه وادي بنجشير.
وشكلت ولاية بنجشير رمزا لمقاومة الاحتلال السوفياتي، فقد صمدت نحو عقد من الزمان في وجه ذلك الاحتلال، كما كانت عصيّة على سيطرة طالبان إبان حكمها لأفغانستان بين عامي 1996 و2001.
وفي سياق متصل، حذر رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي -في مقابلة تلفزيونية أمس السبت- من احتمال اندلاع حرب أهلية في أفغانستان، مشككا في مدى قدرة الحركة على ترسيخ سلطتها مع تحوّلها من قوة تخوض حرب عصابات إلى حكومة.
وقال الجنرال ميلي لشبكة "فوكس نيوز" (Fox News) الأميركية إن اندلاع حرب أهلية قد يؤدي إلى "ظروف تسمح لتنظيم القاعدة بإعادة تشكيل صفوفه، أو تنامي قوة تنظيم الدولة الإسلامية أو مجموعات إرهابية أخرى".
الجانب الإنساني
وعلى الصعيد الإنساني، وصلت اليوم الأحد إلى مطار كابل الدولي طائرة قطرية تحمل مساعدات إغاثية عاجلة للشعب الأفغاني مقدمة من جمعية قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري، وذلك بهدف توفير الاحتياجات الضرورية العاجلة.
وقال السفير القطري لدى كابل سعيد بن مبارك الخيارين إن وصول هذه الطائرة يأتي ضمن جسر جوي يومي سيستمر خلال الأيام القادمة. وكانت طائرات قطرية أخرى وصلت في الأيام الماضية إلى العاصمة الأفغانية تحمل معدات وتجهيزات فنية لإصلاح مطار كابل.
وفي أواخر الشهر الماضي، قالت المنظمة الدولية للهجرة إن نصف سكان أفغانستان -البالغ عددهم 40 مليون نسمة- من بينهم 10 ملايين طفل يحتاجون إلى مساعدات إنسانية منذ بداية العام، وتوقعت ازدياد هذه الاحتياجات.
وبرز دور قطر بوصفها وسيطا رئيسيا بين الدول الغربية وطالبان بعد أن أقامت علاقات وثيقة مع الحركة عن طريق استضافة مكتبها السياسي منذ عام 2013 في العاصمة القطرية.
وساعدت قطر في إعادة فتح المطار الذي أغلق أياما عدة بعد انتهاء الجسر الجوي الذي قادته الولايات المتحدة لإجلاء مواطنيها وبعض المواطنين الأفغان ورعايا دول أخرى الشهر الماضي بالتزامن مع انسحاب آخر القوات الغربية من أفغانستان.
وواصل المطار الأفغاني اليوم الأحد تسيير الرحلات الداخلية التي استؤنفت أمس للمرة الأولى بعد رحيل القوات الأميركية. وكان السفير القطري قد أعلن تسيير رحلتين داخليتين أمس، بعد أن قام فريق فني قطري بإصلاح جزء من أضرار المطار، وأشار الخيارين في تصريحات للجزيرة إلى أن الرحلات الدولية ستنطلق قريبا. ويتزامن ذلك مع إعلان فتح ممرات آمنة لتسيير رحلات دولية عبر مطار كابل لتقديم المساعدات الإنسانية.
المصدر: الجزيرة + وكالات