حذرت موسكو وواشنطن اليوم من تهديدات إرهابية محتملة في أفغانستان قد يقف وراءها تنظيم الدولة الإسلامية، في وقت تواصلت فيه عمليات الإجلاء وسط وعود باستكمالها نهاية الشهر الجاري.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن التهديد الإرهابي في أفغانستان مرتفع بسبب وجود عناصر من تنظيم الدولة في هذا البلد.
ورأى بيسكوف أن الحديث يدور عن وجود من وصفهم "بإرهابيين حقيقيين" ليسوا من مواطني أفغانستان، مضيفا أن الوضع هناك ما زال متوترا للغاية، وأن بلاده تراقبه بقلق وعن كثب.
وأشار الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أن "تنظيم الدولة في خراسان" يسعى لاستهداف مطار كابل ومهاجمة كل من القوات الأميركية وقوات التحالف والمدنيين الأبرياء في أفغانستان. ووصف هذا التنظيم بأنه "عدو لدود لطالبان أيضا".
ومع اقتراب موعد انتهاء عمليات الإجلاء من أفغانستان نهاية الشهر الجاري، أكد بايدن أن الولايات المتحدة في طريقها للانتهاء منها بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.
وأعلن مسؤول في البيت الأبيض أنه تم إجلاء 19 ألف شخص من مطار كابل خلال 24 ساعة الماضية، عبر 42 طائرة تابعة للقوات الأميركية و48 تابعة لدول حليفة.
وأضاف -في بيان- أن الولايات المتحدة قامت بإجلاء أو تسهيل إجلاء نحو 82 ألفا و300 شخص من مطار كابل منذ 14 أغسطس/آب الحالي، و87 ألفا و900 شخص منذ نهاية يوليو/تموز الماضي.
وشكّك برلمانيان أميركيان عائدان من كابل في هذه الوعود، بعد زيارة سرية قاما بها خلافا للتعليمات الرسمية، وأثارت انتقادات رئيسة مجلس النواب.
ودوّن النائب الديمقراطي سيث مولتون على تويتر أمس الثلاثاء "ذهبت مع بيتر ميجر (النائب الجمهوري) إلى مطار كابل لمراقبة عمليات الإجلاء" (وكلاهما من قدامى المحاربين في حرب العراق)، وتابع "قمنا بالزيارة سرا للحد من مخاطر هذه المهمة ومن تأثيرها".
وتتواصل في مطار حامد كرزاي الدولي بكابل عمليات إجلاء الأفغان من قبل الولايات المتحدة وحلفائها.
وتقوم طائرات الشحن العسكرية التابعة لعدة دول بتشغيل جسر جوي على مدار الساعة، من العاصمة الأفغانية لنقل اللاجئين والرعايا الغربيين.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إنه تم إجلاء معظم البريطانيين، مؤكدا الالتزام بمهلة نهاية هذا الشهر.
كما أكد مساعد وزير الخارجية الفرنسي للشؤون الأوروبية مهلة نهاية الشهر الجاري للانتهاء من عمليات الإجلاء.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن على ألمانيا وحلفائها في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) تعلم الدرس من الانسحاب الفوضوي من أفغانستان لتجنب سيناريوهات مماثلة في أي اشتباكات عسكرية في المستقبل.
في المقابل، أكد المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد رفض الحركة بقاء القوات الأجنبية في أفغانستان بعد نهاية الشهر الجاري.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية -في بيان- أنها أقامت جسرا جويا اليوم الأربعاء لإجلاء نحو 500 روسي ورعايا دول مجاورة من أفغانستان.
وتتم عمليات الإجلاء باستخدام 4 طائرات نقل عسكرية تتجه إلى مدينة أوليانوفسك الواقعة على نهر الفولغا، حسب المصدر نفسه.
وتشمل هذه العمليات أكثر من 500 من الرعايا الروس ومن الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن المشترك (بيلاروسيا وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان)، وأوكرانيين.
ونقلت رويترز عن مسؤوليْن تركيين قولهما إن طالبان تصر على انسحاب القوات التركية من البلاد بحلول المهلة النهائية، لكنها طلبت من أنقرة دعما فنيا لتشغيل مطار كابل.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إن المطار لن يكون تحت مسؤولية الولايات المتحدة عندما تنتهي مهمتها وتغادر المطار.