قتل ثمانية أشخاص على الأقل في حرائق الغابات التي اجتاحت جنوب تركيا ودمرت منتجعات ساحلية وأجبرت السياح على الفرار.
وتلتهم النيران الغابات منذ أيام واضعة تركيا في مواجهة أسوأ أزمة حرائق منذ عقد، على طول السواحل التركية على البحر المتوسط وبحر إيجة، أحد المناطق السياحية الرئيسية في البلاد.
وقالت السلطات التركية الاثنين، إنها احتوت أكثر من 130 حريقاً، ولا تزال جهود مكافحة الحرائق مستمرة.
وأظهرت مقاطع فيديو مؤثرة خلال عطلة نهاية الأسبوع، إجلاء السياح من المنتجعات الشاطئية بالقوارب، بمشاركة سفن خفر السواحل التركية في عمليات الإنقاذ.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية غابات شاسعة محترقة بعد أن التهمت النيران ما يقرب من 100 ألف هكتار (250 ألف فدان).
وقالت وسائل إعلام تركية إن رجال الإطفاء استأنفوا، الإثنين، عمليات إطفاء الحرائق بالطائرات والمروحيات في بلدتي مرماريس وكويجيز بجنوب غرب البلاد.
وقالت إحدى ساكنات المنطقة، وتدعى سوزان دوغان لبي بي سي إنه كان بإمكانها رؤية "الدخان والنيران وطائرات الهليكوبتر في السماء" من منزلها في قرية تورونك، على بعد حوالي 20 كيلومتراً من مرماريس.
وأضافت، المغتربة البريطانية، أن العديد من السكان غادروا بالفعل وأنها حزمت حقائبها تحسباً في حال احتاجت إلى إخلاء منزلها.
كما أن قوارب الإنقاذ في حالة تأهب على طول ساحل مارماريس لإجلاء أي شخص إذا ما واصلت الحرائق انتشارها.
وكان الاتحاد الأوروبي، قد قال الأحد، إنه سيرسل طائرات تحمل المياه للمساعدة في إخماد الحرائق التي تلتهم الغابات في تركيا.
وشكر وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الاتحاد الأوروبي على إرسال طائرات من كرواتيا وأسبانيا.
وتعرضت حكومة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لانتقادات بسبب نقص طائرات الإطفاء في البلاد.
وتسببت الرياح القوية وارتفاع درجات الحرارة في جنوب أوروبا في تأجيج الحرائق المدمرة. ويقول الخبراء إن تغير المناخ يزيد من تكرار وشدة مثل هذه الحرائق.
ويحاول رجال الإطفاء احتواء حرائق الغابات في أجزاء من اليونان وإسبانيا وإيطاليا.
وقالت خدمة الإطفاء الوطنية الإيطالية إنها اضطرت للتعامل مع أكثر من 1500 حالة اشتعال حريق في جميع أنحاء البلاد يوم الأحد.
فمثلاً في مدينة بيسكارا شرق البلاد أصيب خمسة أشخاص على الأقل، بعدما تسبب حريق في إخلاء مئات من المنتجعات والمنازل الشاطئية.
وفي اليونان، أُخليت خمس قرى في منطقة بيلوبونيز، حيث من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية هذا الأسبوع.
حذر رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس من أن اليونان تواجه "أسوأ موجة حر منذ عام 1987"، والتي أودت بحياة أكثر من ألف شخص بسبب نقص أجهزة التكييف وتلوث الهواء.
يرى العلماء أن موجات الحر هي علامة واضحة على ظاهرة الاحتباس الحراري، ومن المتوقع أن تتكرر موجات الحرارة هذه وأن تمتد وتشتد.
المصدر: وكالات