يرى كاتب في صحيفة تايمز (The Times) البريطانية أن حرب المياه الأولى قد اقتربت بشكل غير مريح، وأن الجفاف والهجرة والتغيير المناخي عوامل تهدد بأعمال عدائية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا.
واستشهد روجر بويز في مقاله بمقولة الكاتب الأميركي الساخر مارك توين "الويسكي للشرب والمياه للقتال"، لافتا إلى أن هذه هي الحالة التي تبدو عليها منطقة الشرق الأوسط وما وراءه في الوقت الحالي.
وأشار بويز إلى أن الخلافات حول طريقة تخصيص مياه الأنهار الكبرى في العالم -النيل ودجلة والفرات على سبيل المثال لا الحصر- كانت مستعرة منذ قرون لكنها لم تصل إلى الحرب الشاملة.
ونبه إلى أن تغير المناخ وارتفاع درجة حرارة البحار وتقلبات الطقس الشديدة قد تؤدي إلى الاقتراب من أول حرب مياه مباشرة منذ أيام بلاد ما بين النهرين القديمة.
ويرى الكاتب أن حرب المياه في القرن الـ21 يمكن أن تأتي في شكلين، الأول سيكون في استجابة سيئة الإدارة أو مذعورة لارتفاع مستوى البحار، إذ إن نحو 150 مليون شخص يعيشون على متر واحد أو أقل فوق مستويات سطح البحر الحالية، وسوف يتشرد الكثيرون ويصبحون لاجئين بسبب المناخ، مما يخلق حالة كبيرة من عدم الاستقرار.
والشكل الآخر من الحرب قد يكون قاب قوسين أو أدنى، وقال الكاتب إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حذر إثيوبيا من أنه لن يستبعد استخدام القوة العسكرية إذا كان "سد النهضة الإثيوبي" يعني فقدان المصريين مياه نهر النيل مع انخفاض مستواه.
وألمح الكاتب إلى أن الدول الضعيفة في جميع أنحاء العالم تقترب من الانهيار، لأنها فقدت السيطرة على الأسس الثلاثة: الماء والأكسجين والخبز، حيث إن هذه هي الطريقة التي يقاس بها أداء الحكومة.
وضرب مثلا بإيران التي يفسد فيها الجفاف الزراعة الصيفية، مشيرا إلى خروج المتظاهرين في محافظة خوزستان الجنوبية يهتفون "أنا عطشان".
وفي منطقة شمال شرق سوريا التي تعتبر سلة الخبز للبلاد فإن إمدادات المياه منخفضة بسبب التدفق الضعيف عبر نهر الفرات من تركيا، وفي العراق طلب من المزارعين عدم زراعة المحاصيل الصيفية.
ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، وصلت أسعار المواد الغذائية في الشرق الأوسط تقريبا إلى مستوى فبراير/شباط 2011.
ويرى الكاتب أن ذلك ينبغي أن يدق ناقوس الخطر في جميع أنحاء المنطقة، لأن تكلفة الغذاء في أوائل عام 2011 كانت أحد العوامل التي ساهمت في انتفاضات الربيع العربي.
وأضاف أن حروب الشرق الأوسط تندلع عادة عندما تنهار دولة فاشلة حساسة من الناحية الجيوسياسية مثل اليمن ويتجمع الجيران الأقوياء عليها من أجل الغنائم، والفارق الآن هو أن العديد من الدول التي تفتقر إلى الإدارة والمحكومة بشكل سيئ تنهار في نفس الوقت، مثل لبنان الذي يعيش في ظلام بدون كهرباء، أو العراق الذي يعتمد على إيران في الحصول على الكهرباء أو الصومال حيث يأكلون الجراد، وهذا ما يجعل الغضب في تصاعد.
واختتم الكاتب مقاله بطرح حل لما يمكن عمله وطريقة الاستعداد للأمر، وذلك من خلال تشجيع مجال جديد متعدد التخصصات لدبلوماسية الموارد.
وتخيل نفسه أنه لو أصبح مسؤولا عن سياسة المعونة ليوم واحد لكان سيدعو إلى اجتماع للموظفين ويصرخ فيهم "الماء! الماء! في كل مكان"، لأن هذه هي المشكلة التي يجب أن تؤرقنا جميعا.
المصدر : تايمز