قال مراسل الجزيرة إن المعارضة السورية المسلحة سيطرت على أربع قرى قرب مدينة جرابلس السورية الحدودية، بينما يواصل الجيش التركي قصفه لمواقع تنظيم الدولة الإسلامية في جرابلس والمناطق المحيطة بها بهدف طرده منها بمساعدة من التحالف الدولي.
وذكر المراسل -على الحدود التركية قبالة جرابلس- معن الخضر أن المعارضة سيطرت على قرية الحجيلية الواقعة على بعد خمسة كيلومترات غرب جرابلس، وسيطرت على تل القرية وموقع لتنظيم الدولة.
وعقب هذا التقدم، أصبحت المعارضة على مسافة كيلومتر واحد من جرابلس بعدما عبرت الحدود السورية إلى جانب الدبابات التركية. وأوردت وكالة دوغان التركية أن 46 من مسلحي تنظيم الدولة قتلوا في المنطقة.
وقالت الوكالة نفسها إن الجيش السوري الحر يسيطر على أربع قرى في إطار عملية درع الفرات في جرابلس. وأضاف مراسل الجزيرة أن تركيا سلمت زمام المبادرة الميدانية لقوات المعارضة، حيث دخل سبعمئة من مقاتلي الأخيرة إلى داخل الأراضي السورية انطلاقا من تركيا.
قرية الحجيلية
ونشرت وكالة الأناضول صورا لمقاتلي المعارضة وهم يدخلون قرية الحجيلية دون مقاومة، وقامت قوات المعارضة بتأمين محيط القرية استعدادا للانطلاق منها إلى مركز جرابلس بهدف المشاركة في عملية طرد تنظيم الدولة من المدينة.
وتسعى المعارضة للتقدم نحو مدخل جرابلس الغربي وقطع إمدادات التنظيم من وإلى المدينة من الجهتين الجنوبية والغربية، على اعتبار أن الجهة الشرقية تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية ومن الشمال هناك الجانب التركي.
وقالت مصادر محلية بجرابلس للجزيرة إن مقاتلي التنظيم ما زال منتشرين بالمدينة، وهناك حالة نزوح كبيرة لسكان جرابلس إلى مناطق أخرى لسيطرة تنظيم الدولة في ظل إغلاق الحدود التركية السورية.
التحركات التركية
وسبق هجوم المعارضة توغل محدود للقوات الخاصة التركية داخل جرابلس وقصف مدفعي وصاروخي كثيف من الجيش التركي، إضافة لدعم جوي من طائرات التحالف الدولي وطائرات تركية استهدفت مواقع تنظيم الدولة.
وطالت الغارات الجوية وسط مدينة جرابلس والطريق الرئيس للتنظيم نحو مدينة الباب في الجنوب الغربي وعلى قرية الحلوانية غرب جرابلس، بهدف ضرب مواقع حيوية للتنظيم، ورد الأخير على الغارات الجوية بقصف مماثل على نقاط داخل الأراضي التركية. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن عشر دبابات تركية تدخل الأراضي السورية، وقد أطلقت النار على مواقع تنظيم الدولة.
وهذه المرة الأولى التي تقصف فيها مقاتلات تركية أهدافا في سوريا منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عندما أسقطت تركيا طائرة حربية روسية قرب الحدود، كما أنها أول توغل كبير مُعلن للقوات الخاصة التركية منذ عملية قصيرة في فبراير/شباط 2015 لنقل ضريح سليمان شاه جد مؤسس الدولة العثمانية.
عملية محدودة
وكان وزير الداخلية التركي قال في وقت سابق اليوم إن العملية العسكرية في جرابلس ستكون محدودة وأضاف "إفكان آلا" أنه سيتم الانتهاء منها بسرعة.
وتهدف العملية العسكرية لإنهاء تهديد تنظيم الدولة بالمنطقة، ولقطع الطريق على قوات سوريا الديمقراطية التي عبرت نهر الفرات وسيطرت على مدينة منبج أكبر معاقل تنظيم الدولة شرقي حلب، وكانت تتحضر لهجوم عسكري وشيك أيضا على جرابلس.