قدّم رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري اعتذاره اليوم الخميس عن عدم تشكيل الحكومة بعد إصرار الرئيس ميشال عون على موقفه بحسب ما أكد في تصريحٍ له أمام الصحافيين.
وقال الحريري بعد لقاء عون الذي لم يدم أكثر من نصف ساعة "طلب الرئيس عون تعديلات على التشكيلة الوزارية اعتبرتها جوهرية وناقشنا أموراً لها علاقة بالثقة وطرحت عليه إذا ما كان يريد وقتاً أكثر للتفكير بيد أنه قال إنه من الواضح أننا لن نتمكن من الاتفاق"، مضيفاً، قبل أن يغادر قصر بعبدا: "الله يعين البلد".
وسرت أجواء رمادية اليوم بين قبول الرئيس عون التشكيلة الوزارية التي تتضمن 24 مقعداً وزارياً بدل 18 وزيراً وترحيبه بها وفي نيته اجراء تعديلات على بعض الأسماء والحقائب الوزارية قد لا يرضى عنها الحريري الذي عمّمت أوساطه معلومات تؤكد لـ"العربي الجديد" أنه لن يقبل بأي تعديل خصوصاً في الحقائب السيادية.
ما إن أعلن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة، بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا عصر اليوم الخميس، حتى قفز سعر صرف الدولار في السوق السوداء إلى 20 ألف ليرة للمرة الأولى في تاريخه.
وقال الحريري بعد لقائه عون: "هناك تعديلات يطلبها الرئيس واعتبرتها جوهرية في التشكيلة التي قدمتها. وتناقشنا في الأمور التي لها علاقة بالثقة، والواضح أن لا شيء تغير، ويبدو أننا لا نتفق مع الرئيس. واقترحت مزيدا من الوقت، لكن الرئيس رأى أن لا مجال للاتفاق، فقدمت اعتذاري عن عدم التشكيل، والله يعين البلد".
وتضمنت تشكيلة الحريري أسماءً جديدة بتوزيع مختلف للحقائب الوزارية، انطلاقاً من 24 وزيراً، بيد أنها لم تحسم موقفها بعد منها، علماً أنّ مصادر حزب الحريري "تيار المستقبل" لمّحت، منذ أمس الأربعاء، إلى أنّ أي تعديل في الأسماء لن يرضى به الرئيس المكلف، فإما قبول التشكيلة برمتها أو رفضها.
وكان لافتاً اليوم، اللقاء الذي جمع الرئيس عون مع السفيرتين الأميركية دوروثي شيا، والفرنسية آن غريو، تحت عنوان "الاطلاع على نتائج اللقاءات التي عقدتها السفيرتان في الرياض مع المسؤولين السعوديين على إثر اجتماع وزراء خارجية أميركا وفرنسا والسعودية في إيطاليا"، وفق بيان الرئاسة اللبنانية.
وأشار بيان الرئاسة اللبنانية إلى أنّ "السفيرتين سلّمتا الرئيس عون رسالة خطية مشتركة من وزيري الخارجية الأميركية والفرنسية أنتوني بلينكن وجان إيف لودريان، أكدا فيها اهتمام بلديهما بالوضع اللبناني، وضرورة الإسراع في تشكيل حكومة جديدة تواجه الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان".
السفيرتان الأميركية والفرنسية سلمتا الرئيس عون رسالة مشتركة من وزيري خارجية الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا أكدا فيها اهتمام بلديهما بالوضع اللبناني وبضرورة تشكيل حكومة جديدة لمواجهة الظروف الصعبة في لبنان
وعقد عون مع الحريري جولات عدّة بدأت بأجواءٍ إيجابية ونزعةٍ تفاؤلية وسرعة في تحديد مواعيد اللقاءات الثنائية قبل أن تتبدّل الأحوال لتصل إلى القطيعة بين الرجلَيْن خرقها بعض اللقاءات نتيجة المبادرات الداخلية والحراك الخارجي الذي لم يتوقف بدوره، لا بل كُثّف بشكل لافتٍ في الأيام الأخيرة وخلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وخصوصاً، مصرياً، فرنسياً، أميركياً، سعودياً، وروسياً.
المصدر: وكالات + العربي الجديد