اندلعت حرائق ضخمة وعنيفة في غربي الولايات المتحدة، بينما تجتاح المنطقة موجة طقس شديد الحرارة وصلت إلى مستويات قياسية.
وطلب من السكان ترك منازلهم، بينما يكافح رجال المطافئ لإخماد النيران. وبلغت درجات الحرارة في لاس فيغاس مستوى قياسيا وصل إلى 47.2 درجة مئوية السبت.
وقتل اثنان من رجال المطافئ في أريزونا بسبب تحطم طائرتهما أثناء الاستجابة لنداء إغاثة بسبب حرائق.
ويقول رجال الإطفاء الذين يكافحون العديد من الحرائق في المنطقة إن الطقس من الجفاف بحيث أن المياه التي ترش من الطائرات لإخماد الحرائق تتبخر قبل أن تصل الأرض.
وتأتي موجة الحرارة هذه بعد أسابيع من موجة خطيرة أخرى اجتاحت أمريكا الشمالية وتسببت في المئات من حالات الوفاة المفاجئة، ترتبط الكثير منها بدرجات الحرارة المرتفعة.
وقد بلغت الحرارة أعلى مستوياتها في شهر يونيو/حزيران منذ بدء تسجيل البيانات، وفقا لبرنامج مراقبة الأرض التابع للاتحاد الأوروبي.
ويقول الخبراء إنه يتوقع أن يزيد التغير المناخي مرات حدوث موجات الحرارة المرتفعة، لكن ربط أي حدث منفرد بظاهرة التغير المناخي أمر معقد.
لكن دراسة أجراها باحثون في شؤون المناخ توصلت إلى أن موجة الحرارة التي اجتاحت غربي كندا والولايات المتحدة لم تكن لتحدث بدون التغير المناخي.
وفي شمالي نيفادا بالقرب من الحدود مع كاليفورنيا جرى إجلاء الناس عن بيوتهم حيث امتدت الحرائق إلى أجزاء من منطقة الغابات في سييرا نيفادا.
وتسبب حريق تضاعفت قوته وامتداده بين الجمعة والسبت في تشكل غيوم من الدخان والرماد، ومن ثم حدوث برق، وفقا لصحيفة لوس أنجيليس تايمز.
وقد زاد حجم الحرائق التي نشرتها الرياح القوية إلى الضعف في أوريغون، وهددت الحرائق أسلاك الكهرباء التي تنقل التيار إلى كاليفورنيا.
وحث المسؤولون في مصلحة الكهرباء في كاليفورنيا المستخدمين على الاقتصاد في استخدام التيار الكهربائي.
وفي ولاية إيداهو أعلن الحاكم براد ليتل حالة طوارئ الجمعة، وقام بتعبئة الحرس الوطني للمساعدة في إخماد الحرائق.
تحذير الملايين من الحرائق
بلغت درجة الحرارة في نيفادا وكاليفورنيا أعلى مستوى لدرجات الحرارة المسجلة، وفقا للبيانات الأولية التي زودتها خدمات الطقس الوطنية. ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة المرتفعة.
وسجلت 54.4 درجة مئوية في "ديث فالي" في كاليفورنيا الجمعة، وبذلك بلغت الحد الأقصى للحرارة التي بلغتها الولاية في شهر أغسطس/آب، من عام 2020. ويقول البعض إنها أعلى درجة حرارة سجلت في العالم حتى الآن. وسجلت درجة حرارة 56.7 مئوية في المنطقة عام 1913، لكن بعض خبراء المناخ يشككون في ذلك.
وتلقي الملايين تحذيرات من إمكانية ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير وطلب منهم شرب الكثير من الماء والبقاء في أماكن مكيفة قدر الإمكان.
وأنشئت "أماكن تبريد" في بعض المناطق، وهي أماكن عامة مكيفة يمكن اللجوء إليها.
وأصدرت تحذيرات بخصوص الطقس في أجزاء من ولاية كاليفورنيا، وحثت السلطات الناس على تجنب الخروج قدر الإمكان وتأجيل ذلك إلى أوقات أكثر برودة من اليوم.
ولا يتوقع أن تبلغ الحرارة المستويات التي وصلتها في كندا نهاية الشهر الماضي حيث بلغت 49.6 مئوية، محطمة الرقم القياسي في كندا ذاتها.
المصدر: بي بي سي