وصفت مساعد وزير الخارجية والمتحدث الرسمي بوزارة الخارجية القطرية، لولوة الخاطر، العدوان الإسرائيلي، على قطاع غزة المحاصر، أخيراً، بـ"غير المتكافئ"، قائلةً إن إسرائيل آخر قوة استعمارية نعرفها في عصرنا تقتل الأطفال والأبرياء.
وأوضحت لولوة الخاطر في مقابلة لها مع قناة "سكاي نيوز البريطانية"، اليوم الأحد: إن "ما حدث في غزة هجوم غير متكافئ من قبل جيش يملك سلاحاً نووياً على أناس من دون دولة يعانون منذ عقود".
واستعرضت الخاطر صوراً لأطفال غزة الذين قتلوا في الهجوم الأخير على القطاع، وقالت: "هؤلاء الأطفال قتلوا في الجانب الفلسطيني وليسوا من حماس".
كما استعرضت صورة لناشطة أميركية قتلتها قوات الاحتلال منذ سنوات، مبينة: "الأمر لا يتعلق بالفلسطينيين، هل تتذكرون الناشطة الأميركية راشيل كوري التي قتلت من قبل الإسرائيليين عام 2003. إنهم يقتلون الصحافيين لكي لا يقولوا الحقيقة".
ولقيت كوري حتفها عام 2003، بعد أن دهستها جرافة إسرائيلية كانت تقوم بأعمال هدم لمنازل فلسطينيين في مدينة رفح، جنوبي القطاع.
وكانت كوري ترتدي آنذاك بزّتها البرتقالية، للتعريف عن نفسها بأنها ناشطة حقوقية أجنبية، وحاولت برفقة 8 من زملائها في حركة التضامن الدولية؛ وهم وفق تقرير للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان خمسة أميركيين وثلاثة بريطانيين، منع جرافة عسكرية تابعة لقوات الاحتلال من هدم المنازل في مدينة رفح.
وعندما كانت تنادي بمكبّر الصوت على الجنود الإسرائيليين داخل الآلية العسكرية في محاولة لإيقافهم عن تجريف المنازل دهستها الآلية بشكل متعمّد، وفق المركز.
وكررت المتحدثة القطرية تأكيدها أن "الأمر لا يتعلق باعتداء من طرفين متكافئين. إنه في الأساس طرف محتل. وإسرائيل آخر قوة استعمارية".
ورداً على سؤال حول صمود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي توسطت فيه قطر ومصر، قالت الخاطر: "علينا أن نبقى متفائلين" بأنه سيصمد، مضيفة مع ذلك، "من المهم تحديد الأسباب الجذرية للقضية، والتي بدأت بإجبار إسرائيل الفلسطينيين على الخروج من حي الشيخ جراح" في ما يوصف بأنه "تطهير عرقي" للشعب الفلسطيني.
وقالت: "دعوني أذكّر الجميع بأن المشكلة ليست إسرائيل - حماس. إنه أساساً نضال الشعب الفلسطيني على مدى 73 عاماً الماضية، ففي غزة وحدها، هناك مليوني شخص يعيشون في سجن مفتوح، وهناك ملايين آخرون من اللاجئين الفلسطينيين".
وتابعت أن "اتفاق أوسلو الذي لم يتحقق أبداً، ليس بسبب الفلسطينيين. مرة أخرى أقول، نحتاج إلى معالجة هذه المشكلة بشكل شامل".
وفي معرض ردها على سؤال حول المساعدات القطرية إلى قطاع غزة، بينت الخاطر، "أن أموال المساعدات التي تقدمها دولة قطر ستساعد في إعادة بناء حوالي 45 وحدة سكنية دمرها الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان على قطاع غزة".
واستطردت قائلة: "كما ستشمل المساعدات إعادة بناء الهلال الأحمر القطري، ومبنى الجلاء المكون من 11 طابقاً، الذي استضاف صحافيي وكالة أسوشييتد برس والجزيرة، ومستشفى حمد لإعادة التأهيل"، مشددة على أن "جميعها دمرتها الغارات الجوية الإسرائيلية خلال القصف الذي استمر 11 يوماً على قطاع غزة.
ولفتت إلى أن حوالي 50 في المائة من المساعدات القطرية، ستخصص أيضاً لقطاع الطاقة في غزة لتزويد الفلسطينيين بالكهرباء للمساعدة في زيادة إمدادات الطاقة من ساعتين إلى 16 ساعة يومياً.
وكشفت أن النصف الآخر من التبرعات سيخصص للعائلات الأكثر فقراً في القطاع، على أن تتلقى كل عائلة 100 دولار مساعدة نقدية.
وأشارت المتحدثة إلى أن جميع المساعدات القطرية التي قدمت إلى قطاع غزة، تتم من خلال الأمم المتحدة، وجميع هذه المساعدات تذهب إلى قطاع الكهرباء في غزة أو لأغراض إنسانية.
كما تهدف المساعدات التي وجه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تقديمها لإعادة إعمار قطاع غزة، والبالغة 500 مليون دولار، إلى تغطية الاحتياجات الغذائية الأساسية والنفقات الطبية للمجتمع.
وأعلن فجر الـ21 من الشهر الحالي، وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي توسطت فيه قطر ومصر.
وخلف العدوان الوحشي الإسرائيلي الذي بدأ في 10 مايو/أيار الحالي، واستمر 11 يوماً، 253 شهيداً فلسطينياً بينهم 66 طفلاً، وإصابة نحو 2000 آخرين، فضلاً عن دمار هائل في البنية التحتية.