أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن أي هدنة يجب أن تشمل القدس المحتلة والمسجد الأقصى، وليس فقط غزة، في وقت توقعت مصادر أميركية وإسرائيلية سريان وقف لإطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل غدا الجمعة.
ففي مقابلة مع وكالة الأناضول للأنباء أجرتها معه في إسطنبول ونشرتها اليوم الخميس؛ أشار المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري إلى الجهود والوساطات التي تبذلها العديد من الأطراف الدولية والإقليمية، وفي مقدتها مصر وقطر والمبعوث الأممي لعملية السلام تور وينسلاند.
وقال أبو زهري إن الحركة منفتحة على جهود الوسطاء الإقليميين والدوليين للتهدئة، بينما تصر إسرائيل على الفصل بين غزة والقدس والمسجد الأقصى، مشددا على أن التهدئة الشاملة هي مطلب لحماس.
وأضاف "نحن في حركة حماس منفتحون على هذه الجهود لضمان وقف العدوان على غزة، ولكن المشكلة هي في الاحتلال الإسرائيلي الذي يرفض التفاعل بإيجابية مع هذه الجهود، ويصر على الفصل بين الوضع في غزة والعدوان على المسجد الأقصى ومدينة القدس، وهذا بالنسبة لنا هو مطلبنا الأساسي".
وتابع المتحدث باسم حماس "يجب توقف العدوان على غزة والمسجد الأقصى أولا. الاحتلال يرفض هذا الربط باعتبار أنه يريد أن يكرس يهودية القدس، وهو أمر لا يمكن أن نسمح به، ويحاول أن يراهن على عامل الوقت لعله يصل إلى ما يمكن أن يمثل صورة إنجاز ينهي من خلاله هذه الحرب".
وكانت شبكة "سي إن إن" (CNN) نقلت مساء أمس الأربعاء عن مسؤولين في حركة حماس أن وقف إطلاق النار وشيك وربما يكون في غضون 24 ساعة.
وفي السياق، أعرب القيادي في الحركة موسى أبو مرزوق أمس عن توقعه أن تتوصل إسرائيل والمقاومة في قطاع غزة إلى وقف لإطلاق النار "خلال يوم أو يومين".
وقال أبو مرزوق -في مقابلة تلفزيونية- "أعتقد أن المساعي الدائرة الآن بشأن وقف إطلاق النار ستنجح".
وأضاف "أتوقع التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال يوم أو يومين، ووقف إطلاق النار سيكون على قاعدة التزامن".
وفيما يتعلق بمساعي التهدئة أيضا، أفادت مصادر للجزيرة بأن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية التقى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة الليلة الماضية في الدوحة.
وقد نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية (The Wall Street Journal) اليوم عن مصادر مطلعة أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس قد يبدأ غدا الجمعة.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وأجانب أن المسؤولين المصريين أحرزوا تقدما في المفاوضات مع حركة حماس.
وقال مسؤول أميركي لوول ستريت جورنال إن هناك آلية قائمة لوقف إطلاق النار، وإن المسألة الوحيدة المعلقة هي التوقيت.
وأضاف المسؤول الأميركي أن هناك مخاوف من أن حركة الجهاد الإسلامي قد تقوم بما وصفها باستفزازات حتى بعد اتفاق إسرائيل وحماس على وقف إطلاق النار من حيث المبدأ.
كما نقلت الصحيفة أن الولايات المتحدة تضغط -إلى جانب قطر ومصر والعديد من الدول الأوروبية- على كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادة حماس.
وقال المسؤولون للصحيفة إن الجيش الإسرائيلي أقر بشكل خاص أنه اقترب من تحقيق أهدافه من العملية العسكرية.
وكانت أنباء أفادت في وقت سابق بأن مصر عرضت وقفا لإطلاق النار يبدأ من صباح يوم غد الجمعة، وأن إسرائيل لم توافق عليه، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولون آخرون تصميمهم على مواصلة العمليات العسكرية حتى تحقق أهدافها.
في السياق، قالت "القناة 12" الإسرائيلية إن وقف إطلاق النار سيدخل حيّز التنفيذ بعد ظهر الجمعة على الأرجح، دون أن تذكر مصدر الخبر.
ويأتي ذلك متوافقا مع أنباء -ذكرتها القناة ذاتها في وقت سابق أمس الأربعاء- تقول إن هناك توافقا بين المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل، وإنه لا تهدئة قبل يوم الجمعة.
وفي السياق، أكدت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية أن الضغوط الأميركية على إسرائيل بشأن وقف العملية العسكرية على غزة مستمرة.
وفي إطار هذه الضغوط، أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن -صباح أمس الأربعاء- اتصالا هاتفيا هو الرابع خلال أسبوع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقال البيت الأبيض إن بايدن قال لنتنياهو إنه يتوقع خفضا كبيرا للتصعيد اليوم الخميس، تمهيدا لوقف إطلاق النار.
وأبلغ المبعوث الأميركي هادي عمرو رئيسَ الوزراء نتنياهو ووزراء إسرائيليين أن واشنطن تريد وقفا لإطلاق النار، وهي نفس الرسالة التي أبلغها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لنظيره الإسرائيلي بيني غانتس، ونقلها مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان لنظيره الإسرائيلي مئير بن شبات.
وفي إطار التحركات الدبلوماسية الرامية لوقف المواجهة المستمرة منذ 11 يوما، أعلنت قطر أمس الأربعاء أنها تبذل جهودها لوقف اعتداءات وانتهاكات القوات الإسرائيلية، وأكدت أنها ستظل إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى ينال كامل حقوقه.
دبلوماسيا، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم إنها تؤيد إجراء محادثات غير مباشرة مع حركة حماس بشأن الصراع في الشرق الأوسط.
ودعت ميركل إلى حل دبلوماسي مستدام للوضع في الشرق الأوسط، معتبرة -في نفس الوقت- أن لإسرائيل "حق الدفاع عن نفسها".
وفي مؤتمر صحفي مع نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي في مطار بن غوريون قرب تل أبيب؛ قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن الوضع الحالي يجب ألا يستمر على ما هو عليه، وعبّر عن تأييد بلاده لحل الدولتين، مؤكدا -في نفس الوقت- دعمها لإسرائيل في مواجهة الصواريخ التي تطلق من غزة.
من جهته، قال أشكنازي إن إسرائيل "تقوم بواجبها في الدفاع عن نفسها"، وتعمل أيضا لوقف إطلاق النار.
بدورها، دعت الخارجية الصينية اليوم إلى وقف فوري لإطلاق النار ووقف العنف في غزة، كما دعت إلى تعزيز المساعدات، مؤكدة التزام بكين الراسخ بحل الدولتين.
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع تصريح البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة بأنها لن تدعم تحركات تقوض جهود التهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين، وذلك تعليقا على مبادرة فرنسية لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن.
وقال دبلوماسيون إن فرنسا وزعت أمس الأربعاء مشروع قرار على أعضاء مجلس الأمن حول التصعيد الجاري في الأراضي الفلسطينية.
ويطالب المشروع بوقف فوري للأعمال القتالية ويندد "بإطلاق الصواريخ العشوائي على مناطق مدنية"، دون أن يلقي بالمسؤولية على أحد، كما يدعو مشروع القرار الفرنسي إلى حماية المدنيين وإحياء عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين التي تسعى إلى حل الدولتين.
*نقلا من الجزيرة نت