أعلنت وزارة الخارجية المصرية، الثلاثاء 4 مايو/أيار 2021، عقد "مشاورات سياسية" مع وفد تركي يومي الأربعاء والخميس بالقاهرة، ستركز على "الخطوات التي قد تؤدي إلى تطبيع العلاقات" بين البلدين.
جاء ذلك في بيان للخارجية المصرية تحت عنوان "المشاورات السياسية بين مصر وتركيا".
حيث أفادت الخارجية المصرية بأنه "ستُعقد مشاورات سياسية بين مصر وتركيا، برئاسة السفير حمدي سند لوزا نائب وزير الخارجية المصري، والسفير سادات أونال نائب وزير الخارجية التركي".
كما أضافت أن ما وصفته بالمناقشات الاستكشافية سيركز على الخطوات الضرورية التي قد تؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين على الصعيد الثنائي وفي السياق الإقليمي.
بدورها، أكدت وزارة الخارجية التركية، في بيان الثلاثاء، أن المشاورات السياسية بين البلدين ستجري في القاهرة يومي 5-6 مايو/أيار الحالي، برئاسة أونال ونظيره نائب وزير الخارجية المصري حمدي سند لوزا، لافتة إلى أن المحادثات الاستكشافية، ستتناول الخطوات الواجب اتخاذها لتطبيع العلاقات بين البلدين على الصعيدين الثنائي والإقليمي.
كان كبير مستشاري الرئيس التركي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية التركية، إبراهيم كالن، قد أعلن قبل أيام، أن المحادثات التي ستُجرى بين تركيا ومصر، الأسبوع الجاري، يمكن أن تسفر عن تعاون متجدد بين القوتين الإقليميتين المتباعدتين، وتساعد في الجهود المبذولة لإنهاء الحرب بليبيا.
وأوضح كالن، في مقابلة مع وكالة رويترز، أن هناك اتصالات بين رؤساء أجهزة المخابرات ووزيري خارجية البلدين، وأن البعثة الدبلوماسية التركية التي تزور مصر ستبحث الأمن في ليبيا، وبقاء الجيش التركي هناك، مضيفاً: "بالنظر إلى الحقائق على أرض الواقع، أعتقد أن من مصلحة البلدين والمنطقة تطبيع العلاقات مع مصر".
كما أشار المسؤول ذاته إلى أن "التقارب مع مصر سيساعد بالتأكيد الوضع الأمني في ليبيا، لأننا نعي تماماً أن لمصر حدوداً طويلة مع ليبيا، وقد يشكل ذلك في بعض الأحيان تهديداً أمنياً لمصر"، مشدّداً على أن تحسين العلاقات مع القاهرة قد يعزز جهود السلام في ليبيا.
يأتي ذلك بينما تشهد العلاقات بين مصر وتركيا تقارباً ملحوظاً بدأت مؤشراته أيضاً منذ مطلع العام الجاري، حيث عبرت أنقرة عن رغبتها في "تطبيع" العلاقات مع مصر عقب سنوات من القطيعة، وهي الرغبة التي من المنتظر أن تتحول إلى واقع بزيارة الوفد التركي لمصر.
التقارب التركي-المصري تجسد بشكل عملي في واحد من أبرز ملفات الخلاف بين القاهرة وأنقرة، وهو الملف الليبي والصراع هناك، حيث كانت تركيا تدعم حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، بينما كانت مصر تدعم خليفة حفتر زعيم ميليشيات شرق ليبيا، والآن أصبح واضحاً أن مصر وتركيا تدعمان المسار السياسي الحالي هناك.
إذ تكررت زيارات رئيس حكومة الوحدة الليبية عبدالحميد الدبيبة للقاهرة وأنقرة، في ظل دعم واضح من البلدين للمسار السياسي هناك، وهو ما كان بعيداً عن التصور قبل أشهر قليلة، لكن هذا ليس المؤشر الوحيد على التقارب بين مصر وتركيا.
جدير بالذكر أنه خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2020، أعلن وزير الخارجية التركي أن بلاده ومصر "تسعيان لتحديد خارطة طريق بشأن علاقاتهما الثنائية".
المصدر: وكالات