أعلنت جماعة الإخوان المسلمين الليبية، الأحد 2 مايو/أيار 2021، انتقالها إلى جمعية "الإحياء والتجديد"، إيماناً منها بأن "المدخل الحضاري للتغيير والنهضة هو العمل المجتمعي، للإسهام في قيام مجتمع مدني لا يضيق بالتنوع والاختلاف، وتتمثل فيه القيم الإسلامية ويسوده العدل وتحترم فيه كرامة الإنسان".
حيث قالت الجماعة، في بيان: "نعلن لكل الليبيين أن الجماعة قد انتقلت بتوفيق الله وعونه إلى جمعية تحمل اسم (الإحياء والتجديد)، إحياءً بالدعوة إلى التمسك بمنهج الإسلام الوسطي وتعاليمه"، مشيرة إلى أن هذا التطور جاء عقب مؤتمري الجماعة العاشر والحادي عشر، وبعد جولات من الحوار والبحث انتظم فيها أعضاء الجماعة في ورش عمل متعددة، وفق بيان عبر صفحتها في "فيسبوك".
كما أضافت أن الجمعية "ستؤدي رسالتها في المجتمع الليبي من خلال عملها الدؤوب في شتى مجالات العمل العام، وحتى تتكاتف الجهود ونبلغ جميعاً الغاية التي نطمح إليها"، داعية "أبناء وبنات الوطن إلى التعاون والعمل معنا لتحقيق ما نصبو إليه جميعاً لرفعة الوطن، وترسيخ هويته الجامعة، وحماية أصالته الضاربة في آماد السنين".
خلال 10 سنوات، وفق البيان، تعرضت جماعة الإخوان في ليبيا لـ"التشويه والتزوير بغية إقصائها عن مجتمعها، ونشر ظلال الشك حول أهدافها النبيلة".
من جهته، قال العضو السابق بجماعة الإخوان المسلمين الليبية، عضو حزب "العدالة والبناء"، عبدالرزاق سرقن، إن "الجماعة رأت أن يكون عملها داخل ليبيا فقط، لهذا انتقلت إلى جمعية الإحياء والتجديد".
فيما أشار سرقن إلى أن الجماعة بهذه الخطوة أصبحت لا تتبع أي جهة خارج ليبيا، ولا تتبع جماعة الإخوان المسلمين عالمياً، وإنما صارت جمعية تعمل داخل الوطن فقط.
وفق مراقبين، يأتي هذا القرار أيضاً ضمن مراجعات أقرتها جماعة الإخوان منذ العام 2015، شملت تغيير الاسم، والشعار، والعمل السياسي، وبعض المسائل الأخرى، إلا أن تفعيل تلك المراجعات تأخر لأمور داخلية تخص الجماعة وأخرى متعلقة بتطورات المشهد الليبي وتفاعلاته.
في هذا الإطار، جاء حل بعض أفرع الجماعة داخل بعض المدن الليبية، وكان أبرزها إعلان جماعة الإخوان المسلمين في مدينة مصراتة، التي كان من بينها المسؤول العام السابق والقيادي في الجماعة بالمدينة أحمد السوقي، الاستقالة وحل التنظيم بالمدينة.
يشار إلى أن جماعة الإخوان المسلمين الليبية لعبت دوراً بارزاً في قيادة ليبيا عقب الإطاحة بنظام معمر القذافي (1969-2011)، عبر حزب "العدالة والبناء" التابع لها، قبل أن ينفصلا إثر خلافات بشأن اتفاق الصخيرات السياسي لعام 2015 بين الفرقاء الليبيين.
جدير بالذكر أن بعض فروع جماعة الإخوان المسلمين في عدد من الدول، كتونس واليمن وأوروبا وفلسطين، كانت قد أعلنت خلال السنوات الماضية إعادة التموضع في شكل جديد وإعلان فك الارتباط مع الجماعة الأم في مصر.
المصدر: الاناضول