طالب رئيس وزراء باكستان عمران خان، السبت 17 أبريل/نيسان 2021، الحكومات الغربية بتجريم الإساءة إلى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) تحت غطاء حرية التعبير، ومعاقبة المسيئين للإسلام.
تأتي تصريحات رئيس الوزراء الباكستاني بعد تغريدة من زعيم حزب "من أجل الحرية" في هولندا المُعادي للإسلام خيرت فيلدرز، هاجم فيها شهر رمضان، إضافة إلى ما شهدته باكستان مؤخراً من مظاهرات ضد فرنسا بسبب إساءتها للنبي الكريم محمد.
رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان قال في سلسلة تغريدات عبر تويتر: "أدعو الحكومات الغربية التي حظرت أي تعليق سلبي على المحرقة اليهودية (الهولوكوست) إلى استخدام نفس المعايير لمعاقبة من ينشرون عمداً رسائلهم المليئة بالكراهية للمسلمين ويسيئون إلى نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)".
أضاف عمران خان: "من الواضح أن أولئك الغربيين، بمن فيهم السياسيون اليمينيون المتطرفون الذين ينشرون عمداً مثل هذه الإساءات تحت ستار حرية التعبير، يفتقرون إلى الحس الأخلاقي والشجاعة للاعتذار إلى 1.3 مليار مسلم عن هذا الأذى".
بينما أعرب عن قلقه إزاء تصاعد موجة الإسلاموفوبيا، لا سيما في الغرب، مشدداً: "نطالب باعتذار من هؤلاء المتطرفين".
كما وجّه عمران خان رسالة إلى "المتطرفين في الخارج" الذين يتعمدون إيذاء المسلمين في أنحاء العالم، قائلاً: "نحن المسلمين نمتلك أعظم محبة واحترام لنبينا صلى الله عليه وسلم الذي يعيش في قلوبنا، ولا نتسامح مع أي ازدراء أو إهانة".
الدعوة التي وجهها عمران خان تأتي بعد أيام من الإساءة التي وجهها الهولندي المعادي للإسلام، خيرت فيلدرز، وهاجم شهر رمضان، إذ نشر فيلدرز مقطعاً مصوراً عبر "تويتر"، بعنوان "لا للإسلام لا لرمضان.. حرية لا للإسلام".
تضمن المقطع المصور الذي شاركه السياسي الهولندي، صوت الأذان، وعبارات "رمضان ليس من ثقافتنا، ولا من تاريخنا وليس من مستقبلنا.. أوقفوا الأسلمة.. الإسلام لا ينتمي إلى هولندا".
كما أنه في عام 2018، نظم فيلدرز مسابقة دولية حول رسوم كاريكاتيرية للنبي محمد ما أثار انتقادات عالمية.
فيما شهدت فرنسا، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، على واجهات مبانٍ، واعتبرها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "حرية تعبير".
إذ أثارت الرسوم وتصريح ماكرون موجة غضب بين المسلمين في أنحاء العالم، وأُطلقت في العديد من الدول الإسلامية والعربية حملات لمقاطعة المنتجات الفرنسية.
فقد قال مصدر دبلوماسي لوكالة رويترز، الخميس 15 أبريل/نيسان، إن فرنسا نصحت رعاياها وشركاتها بمغادرة باكستان مؤقتاً بسبب تهديدات خطيرة تواجه المصالح الفرنسية هناك وذلك بعد نشوب اشتباكات عنيفة في باكستان هذا الأسبوع.
أضاف المصدر الدبلوماسي أن السلطات الفرنسية بعثت برسالة تحذير خلال الليل لمواطنيها وشركاتها بعد أن تلقت تهديداً من جماعة إسلامية متشددة باستهداف المصالح الفرنسية في باكستان.
بينما قال مسؤولون، الثلاثاء 13 أبريل/نيسان، إن ألوف الإسلاميين اشتبكوا مع الشرطة في أنحاء مختلفة من باكستان احتجاجاً على اعتقال زعيمهم قبل مسيرات احتجاجية للتنديد بالرسوم الفرنسية المسيئة للنبي محمد.
إذ لقي ناشط واحد على الأقل وضابط بالشرطة حتفيهما متأثرين بجروح أصيبا بها خلال اشتباكات الليلة الماضية، بعدما أغلق الإسلاميون طرقاً سريعة وخطوطاً للسكك الحديدية والمداخل والمخارج الرئيسية، فيما عطّل الأعمال في كل المدن الكبرى في البلاد تقريباً.
كما قال مسؤول حكومي يُدعى نافيد زمان لرويترز إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين رفضوا المغادرة قبل الإفراج عن زعيمهم سعد رضوي الذي ألقي القبض عليه الاثنين الماضي.
المصدر: وكالات