تتكثّف الهجمات التي يشتبه أن متطرفين يشنونها على مدنيين في غرب النيجر قرب الحدود المالية، وقد أسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص في ستة أيام، وكان آخرها هجمات على منطقة تاهوا، الأحد، تسببت بمقتل 137 شخصا على الأقل.
وكانت الأجهزة الأمنية في النيجر أعلنت "أن الحصيلة المؤقتة حاليا تفيد بسقوط 60 قتيلا"، لتعلن، الاثنين، أن عدد القتلى ارتفع ليصل 137 شخصا في الغارات المتعددة التي شنها المسلحون، الأحد.
ويعتبر تكثيف هذه الهجمات التحدي الأكبر الذي يواجهه رئيس البلاد الجديد، محمد بازوم، خليفة محمدو إيسوفو، والذي أكدت المحكمة الدستورية في النيجر فوزه بالانتخابات الرئاسية، الأحد.
وأفاد مسؤول محلي في وقت سابق بأن الهجمات الأخيرة، الأحد، وقعت بعد وصول "مسلحين على دراجات نارية وأطلقوا النار على كل شيء يتحرك. هاجموا إنتازاين وبكواراتي وويستاني والمناطق المحيطة".
والمناطق المستهدفة تقع في منطقة تاهوا القريبة من تيلابيري وكلاهما قريبتان من الحدود مع مالي. وتاهوا منطقة صحراوية شاسعة وتحد الجزائر من الشمال.
وتقع منطقة تيلابيري في منطقة معروفة بـ "الحدود الثلاث" عند تخوم النيجر ومالي وبوركينا فاسو التي تتعرض بانتظام لهجمات مجموعات متطرفة مرتبطة بالقاعدة وتنظيم "الدولة الإسلامية".
وفي 15 مارس، شن مسلحون يشتبه بأنهم متطرفون هجمات عدة على سيارات عائدة من السوق الأسبوعية في بانيبنغو. كذلك، استهدفوا بلدة داري-داي وقتلوا سكانا وأحرقوا سيارات ومخازن الحبوب. وبلغت حصيلة هذه الهجمات 66 قتيلا.
وفي اليوم ذاته، أدى هجوم تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية" على الجيش المالي في "الحدود الثلاث" إلى مقتل 33 جنديا.
وتواجه منطقة تيلابيري أكثر الهجمات المتشددة دموية في البلاد.
وفي الثاني من يناير، قتل 100 شخص بهجمات على قريتين في منطقة مانغايزي، في واحدة من أسوأ المذابح التي تعرض لها المدنيون في النيجر.
وقبل ذلك بعام، في التاسع من يناير 2020، قتل 89 جنديا نيجيريا في هجوم على معسكر تشينيغودار. وفي 10 ديسمبر 2019، قتل 71 جنديا نيجيريا في هجوم في إيناتس، وهي بلدة أخرى في منطقة تيلابيري.
وقد تبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" هذين الهجومين اللذين نفذّا على الجيش النيجيري وأصابا البلاد بصدمة.
ورغم أن تاهوا قريبة من منطقة "الحدود الثلاث"، فهي ليست جزءا منها وهي تتعرض أيضا لهجمات منتظمة من قبل المتطرفين.
ويعود آخر هجوم معروف إلى يونيو 2020، قتل خلاله ثلاثة مدنيين على الأقل بعد تنفيذ غارة على موقع يؤوي لاجئين ماليين في إنتيكان.
وفي أكتوبر 2016، أسفر هجوم منسوب إلى متطرفين عن مقتل 22 جنديا كانوا متمركزين في مخيم للاجئين في تازاليت.
وتعهد محمد بازوم، الذي انتخب رئيسا للبلاد في فبراير في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، محاربة مسألة انعدام الأمن، وهي أحد أكبر التحديات في النيجر المصنفة على قائمة الأمم المتحدة الإنمائية، التي تضم 189 بلدا، أفقر دولة في العالم، وهي تواجه صعوبة في القضاء على حركات متمردة متطرفة تهاجمها انطلاقا من مالي في الغرب ونيجيريا في الجنوب الشرقي.
وغرّد بازوم، الاثنين، على تويتر مقدما "تعازيه القلبية لأهالي الضحايا"، "بعد مذبحة بانيبانغو، انتهج الإرهابيون أمس الطريقة الهمجية نفسها ضد السكان المدنيين المسالمين في إنتازاين وباكورات".
وبعد مجازر 15 مارس، نشر الجيش النيجيري تعزيزات في منطقة تيلابيري.
كذلك، نشرت وحدة قوامها 1200 جندي من الجيش التشادي تعتبر بأنها الأكثر خبرة في المنطقة، في "الحدود الثلاث" كجزء من إعلان المجموعة الخماسية لبلدان منطقة الساحل بشأن مكافحة النزعات الأصولية والتطرف العنيف في منطقة الساحل التي تضم موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد، وتحاول منذ العام 2017 التعاون في القتال ضد المتشددين.
وعلى غرار مالي وبوركينا فاسو، تستفيد النيجر أيضا من دعم عملية برخان الفرنسية المناهضة للمتطرفين التي تضم 5100 جندي منتشرين في منطقة الساحل.
المصدر: فرانس برس