وقعت مصر والسودان على اتفاق تعاون عسكري، كما أكد الطرفان ضرورة التوصل إلى اتفاق مع إثيوبيا بشأن سد النهضة قبل التعبئة الثانية؛ مما يحمي مصالح الشعوب الثلاثة.
فقد وقع رئيسا أركان الجيشين السوداني والمصري على اتفاق تعاون عسكري يغطي مجالات التدريب وتأمين الحدود، وذلك في ختام زيارة رئيس أركان الجيش المصري الفريق محمد فريد للعاصمة السودانية الخرطوم.
وقال فريد إن بلاده مستعدة لتلبية احتياجات الجيش السوداني في المجالات كافة؛ من التدريب والتسليح وتأمين الحدود المشتركة.
وأضاف فريد أن تعدد وخطورة التهديدات المحيطة بالأمن القومي والمصالح المشتركة تستدعي التكامل بين الأشقاء.
من جهته، قال رئيس هيئة أركان الجيش السوداني الفريق أول محمد عثمان الحسين إن الهدف الأسمى للمباحثات العسكرية المشتركة بين مصر والسودان يتمثل في تحقيق الأمن القومي المشترك للبلدين والشعبين، من خلال بناء قوات مسلحة مقتدرة في البلدين.
وبالتزامن، أكد البلدان أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن تعبئة وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، بما يُحقق مصالح الدول الثلاث، ويحفظ الحقوق المائية لمصر والسودان، ويحد مما وصفاها بأضرار هذا المشروع على دولتي المصب.
وطالب الطرفان إثيوبيا بإبداء حسن النية، والانخراط في عملية تفاوضية فعّالة من أجل التوصل لهذا الاتفاق.
وأكدت مصر والسودان التمسّك باقتراح الخرطوم بتشكيل رباعية دولية يقودها الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، وتشمل كلا من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، للتوسط في المفاوضات وإطلاقها في أقرب فرصة ممكنة.
كما أعرب البلدان عن القلق من تعثر المفاوضات التي تمت برعاية الاتحاد الأفريقي، وشددا على أن تنفيذ إثيوبيا المرحلة الثانية من تعبئة السد بشكل أحادي سيشكل تهديدا مباشرا للأمن المائي للبلدين.
وقالت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي في مؤتمر صحفي بالقاهرة مع نظيرها المصري سامح شكري إن توقف المباحثات بشأن سد النهضة يضعنا أمام مخاطر كبيرة، وإن التعبئة الثانية لسد النهضة من قبل إثيوبيا تهدد حياة 20 مليون سوداني.
وأكدت الوزيرة التزام بلادها بالوصول إلى اتفاق بأطر قانونية واضحة بشأن تعبئة وتشغيل سد النهضة، مشددة على أهمية حسم كل الملفات المتعلقة بسد النهضة قبل بدء التعبئة الثانية، كما أعربت عن أملها في عودة إثيوبيا إلى المفاوضات بصورة جادة.
وقالت إنهم منفتحون على جعل الحدود السودانية الإثيوبية منطقة تعاون لكن بعد ترسيم الحدود، وإن قضية الحدود يمكن حلها بالوسائل الدبلوماسية.
من جهته، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن القاهرة مستمرة في محاولة التوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة يحمي مصالح الشعوب الثلاثة.
كما أكد أن لدى البلدين كل الأطر لتوثيق العلاقات خاصة في المجال الاقتصادي.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد على النهج الإستراتيجي لمصر بدعم كافة جوانب العلاقات الثنائية مع السودان من أجل التعاون والبناء والتنمية.
كما أكدت الرئاسة موقف مصر الثابت من حتمية التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم فيما يخص ملء وتشغيل سد النهضة، بما يراعي عدم الإضرار بدولتي المصب، ويحافظ على حقوقهما المائية، مشيرة إلى توافق الطرفين على تكثيف التنسيق المتبادل بين مصر والسودان خلال الفترة القادمة إزاء تلك القضية الحيوية.
وتعليقا على مطالبة مصر والسودان بتشكيل رباعية دولية، أكد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو أن من المهم بناء الثقة بين الأطراف، وإنشاء إطار عمل متين لمتابعة المفاوضات.
وحث الاتحاد جميع الأطراف على استئناف المفاوضات، وحل القضايا العالقة، مؤكدا دعم الاتحاد الكامل لجهود الاتحاد الأفريقي في هذا الإطار.
ولفت المسؤول الأوروبي إلى أن أكثر من 250 مليون مواطن في منطقة حوض النيل الأزرق سيستفيدون من اتفاق عبر التفاوض لملء سد النهضة.
المصدر: وكالات