أصيب طفل فلسطيني بجراح، وطُردت عائلة من كهفها، وتضررت بيوت فلسطينية، خلال اعتداءات نفذها مستوطنون إسرائيليون، مساء الخميس، ضد المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم في مناطق متفرقة من الضفة الغربية.
وقالت هيئة شؤون الجدار والاستيطان (تتبع منظمة التحرير) في بيان، إن طفلا أصيب "نتيجة اعتداء المستوطنين على سيارة والده أثناء مرورهما على الشارع المحاذي لمستعمرة بيت إيل" شرقي رام الله (وسط).
من جهته، أدان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية "إرهاب المستوطنين المنظم الذي استهدف حركة تنقل المواطنين على الطرق الرئيسية بالضفة".
ودعا، في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الرسمية (وفا) الإدارة الأمريكية الجديدة "لإدانة تلك الاعتداءات (...) واتخاذ إجراءات وتدابير عاجلة للجم شهوة التوسع الاستيطاني (...) وأن تعمل على تطبيق القرار الأممي رقم 2334 الذي أدان الاستيطان وطالب بوقفه باعتباره يقوض حل الدولتين".
كما طالب رئيس الوزراء الأمم المتحدة بالعمل على توفير الحماية للشعب الفلسطيني، داعيا المجتمع الدولي "لوضع المستوطنين المتورطين بتلك الأعمال الإرهابية على قوائم المنع من السفر، وعدم السماح لهم بالتنقل بين العواصم العالمية".
وأشاد رئيس الوزراء باللجان الشعبية في المدن، والقرى، والمخيمات، والبلدات، والخرب "التي تتصدى يوميا لإرهاب المستوطنين المنظم"، داعيا سكان المناطق المستهدفة إلى "التصدي للمستوطنين، وحماية عائلاتهم وأراضيهم من تلك الاعتداءات المدانة".
من جهتها قالت مصادر رسمية وشهود عيان للأناضول إن مستوطنين احتشدوا على مفترقات وطرق عدة بالضفة الغربية، ورشقوا سيارات الفلسطينيين بالحجارة، وهاجموا عدة بيوت.
ففي شمال الضفة، قال نمر أبو محمود، من سكان بلدة بورين (جنوبي نابلس) إن مستوطنين من مستوطنة "يتساهر" القريبة هاجموا القرية بالحجارة والزجاجات الحارقة.
وأضاف في اتصال مع الأناضول أن "عشرات المستوطنين هاجموا منازل القرية المحاذية لشارع استيطاني، وألقوا نحو 15 زجاجة حارقة نحو البيوت، فأصابت اثنتان منها منزلين بأضرار خارجية مع تحطيم زجاج النوافذ، إضافة إلى تحطيم زجاج 4 سيارات بالحجارة".
وقال إن السكان "تدافعوا إلى البيوت المستهدفة وحاولوا صد اعتداءات المستوطنين، لكن الجيش الإسرائيلي الذي تواجد في المكان لم يمنع اعتداء المستوطنين، وأطلق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع وأصاب عددا من الفلسطينيين بجراح عولجت ميدانيا".
من جهته قال غسان دغلس، مسؤول ملف الاستيطان في شمالي الضفة، للأناضول "هذه ليلة عنيفة: إلقاء زجاجتين حارقتين على منزل في بورين، وجرح طفل قرب قرية برقة (شرق رام الله)، ومواجهات (بين الفلسطينيين والمستوطنين) في بلدتي بيتا (جنوب شرق نابلس) وبروقين (غرب سلفيت)".
ووصف ما يجري بأنه "برنامج ديني خطير جدا، ومحاولة لتخصيص الشوارع ليلا للمستوطنين فقط" محذرا من "توجه المستوطنين نحو مزيد من التوتر في ظل هيمنة اليمين الإسرائيلي والتطرف على مفاصل الحكم".
ويستخدم المستوطنون والفلسطينيون ذات الطرق في التنقل بين مدن الضفة الغربية، ويطلق عليها الفلسطينيون مصطلح "الطرق الالتفافية" كونها تلتف حول المدن ولا تجتازها.
وفي جنوبي الخليل قال الباحث الميداني في منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية نصر نواجعة إن مستوطنين هاجموا كهفا قرب تجمع "سوسيا" إلى الشرق من بلدة يطا وأخرجوا عائلة تسكنه.
وقال نواجعة للأناضول "العائلة المكونة من 6 أفراد هي الآن في العراء رغم البرد الشديد".
بدورها قالت هيئة مقاومة الجدار بصفحتها على "فيسبوك" إن "المستوطنين تجمعوا في خمس نقاط شمال، ووسط وجنوب الضفة، ورشقوا سيارات فلسطينية بالحجارة ومنعوا أخرى من المرور".
من جانبها قالت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية إن مستوطنين رشقوا سيارات فلسطينية بالحجارة قرب بلدة "تقوع" شرقي بيت لحم، فيما أغلق آخرون مفترق "عتصيون" جنوبي المدينة.
ودعت جماعات استيطانية إلى التجمع على المفترقات في أنحاء الضفة الغربية الخميس، ضمن احتجاجات مستمرة على خلفية مقتل مستوطن خلال ملاحقته من قبل الشرطة الإسرائيلية، قرب رام الله في ديسمبر/كانون أول الماضي.
وقالت القناة الإسرائيلية السابعة، الأربعاء، إن عدد المستوطنين بالضفة بلغ 476 ألفا، إضافة إلى نحو 220 ألفا بالقدس.
المصدر: الأناضول