انطلق الحوار الليبي في العاصمة التونسية، الإثنين 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بمشاركة 75 ممثلاً عن الأطراف الليبية برعاية الأمم المتحدة التي أبدت تفاؤلاً بالوصول إلى توافقات حول خارطة طريق تنهي عشر سنوات من الفوضى في البلاد.
وكالة الأنباء الفرنسية قالت إن المحادثات السياسية التي تندرج في إطار عملية متعدّدة المسارات تشمل المفاوضات العسكرية والاقتصادية، تسعى إلى توحيد البلاد تحت سلطة حكومة واحدة وتمهد الطريق أمام إجراء انتخابات.
فيما قال الرئيس التونسي قيس سعيّد، في كلمة افتتاح المؤتمر، إنها "لحظة تاريخية وموعد مع التاريخ"، كما أكد سعيّد أن التوافق يمكن أن يتحقق "حين لا تتدخل قوى من الخارج".
وقدم الرئيس التونسي مبادرة تتمثل في "التزام من يقود المرحلة الانتقالية بعدم الترشح" و"وضع دستور مؤقت" و"مواعيد انتخابية قادمة" كما نبَّه إلى "أن تكون ليبيا موحدة"، لأن "التقسيم خطر على المنطقة وسيكون مقدمة مقنعة لتقسيم دول مجاورة أخرى".
ويشارك في الحوار 75 شخصاً اختارتهم الأمم المتحدة لتمثيل النسيج السياسي والعسكري والاجتماعي للبلاد بعدما تعهّدوا بعدم المشاركة في الحكومة المرتقبة التي سيقع على عاتقها التصدي لأزمة مالية حادة وجائحة كوفيد-19 التي أوقعت أكثر من 900 قتيل وأثقلت كاهل القطاع الصحي الليبي المنهك.
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمة مسجلة: "هناك فرصة لإنهاء الصراع" وأن "ترسموا مستقبل ليبيا".
واستدرك: "الأمم المتحدة واثقة من أن هذا الملتقى سيكون نقطة فاصلة ومؤثرة على مستقبل ليبيا التي يجب أن تنهي حرباً خلفت خسائر كبيرة بشرياً ومادياً طيلة سنوات".
وتدور فعاليات ملتقى الحوار السياسي الليبي المباشر تحت شعار "ليبيا أولاً"، إذ قالت المبعوثة الأممية بالإنابة وليامز في كلمة بالملتقى: "نقف اليوم على مشارف ليبيا الجديدة بعد سنوات من الانقسام والتشظي والصراع".
تابعت: "تقدمنا مع الليبيين خطوات ثابتة وواثقة مُعتمدين على عزيمتهم، وأملنا في العبور لليبيا الاستقرار قريباً".
وليامز أردفت قائلة: "الطريق لن تكون مفروشة بالورود ولم يكن الوصول لهذا اليوم سهلاً، واتفاق وقف إطلاق النار بكل أرجاء ليبيا أسهم في تهيئة الأجواء لهذا اليوم".
منذ سنوات، يعاني البلد الغني بالنفط صراعاً مسلحاً، فبدعم من دول عربية وغربية، تنازع قوات حفتر، الحكومة الليبية، المعترف بها دولياً، على الشرعية والسلطة، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب دمار مادي هائل.
المصدر: وكالات