تظاهر عشرات آلاف الأشخاص الثلاثاء 27 أكتوبر/تشرين الأول 2020 في دكا ضد فرنسا داعين إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية وأحرقوا دمية تمثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متهمين إياه بـ"عبادة الشيطان"، فيما خرجت احتجاجات أقل حجماً في بلدان أخرى مع اتساع رقعة الغضب.
حيث اندلعت الأزمة بعد تأكيد ماكرون تمسك بلاده بمبدأ الحرية في نشر الرسوم الكاريكاتيرية للنبي محمد، خلال مراسم تكريم أقيمت للمدرس صامويل باتي الذي قتل بقطع رأسه في 16 أكتوبر/تشرين الأول 2020 بيد روسي شيشاني إسلامي متشدّد لأنه عرض هذه الرسوم على تلامذته في المدرسة خلال صف حول حرية التعبير، وفق تقرير نشرته فرانس برس الثلاثاء 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2020.
وأثارت تصريحات ماكرون موجة انتقادات في عدد من الدول الإسلامية حيث خرجت تظاهرات مندّدة بها، كما أُطلقت حملة لمقاطعة السلع الفرنسية في قطر والكويت ودول خليجية أخرى، في حين تضامن مع الرئيس الفرنسي العديد من نظرائه الأوروبيين.
في حين تتقدم تركيا الدول التي أعربت عن الغضب المتزايد حيال ماكرون. ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية وشكّك بـ"الصحة العقلية" لماكرون.
من جانبه قال أردوغان إنّ "هناك حملة استهداف للمسلمين مشابهة للحملة ضد يهود أوروبا قبل الحرب العالمية الثانية"، متهماً بعض القادة الأوروبيين بـ"الفاشية" و"النازية".
أما في دكا، فأفادت الشرطة أن أكثر من 40 ألف شخص شاركوا في تظاهرة نظّمها حزب إسلامي، وتم وقفها قبل أن تصل إلى قرب السفارة الفرنسية في العاصمة البنغلاديشية.
فيما أقام مئات الشرطيين حواجز من الأسلاك الشائكة لعرقلة مسيرة المتظاهرين الذين تم تفريقهم من دون عنف. وانطلقت التظاهرة التي نظّمها حزب "إسلامي أندولان بنغلاديش" المؤثر، من أمام المسجد الرئيسي في البلاد، مسجد بيت المكرم الوطني في وسط العاصمة.
في حين أطلق المتظاهرون شعارات تدعو إلى "مقاطعة المنتجات الفرنسية" وإلى "معاقبة" ماكرون.
مسؤول كبير في حزب "إسلامي أندولان بنغلاديش" عطور الرحمن قال للحشد أمام المسجد "ماكرون هو أحد القادة الذين يعبدون الشيطان"، داعياً الحكومة إلى "طرد" السفير الفرنسي.
من جهته، أكد قيادي إسلامي آخر هو حسن جمال أن المحتجين "سيهدّمون كل حجر" من السفارة في حال لم يُطرد السفير.
فيما قال مسؤول آخر في الحزب هو نزار الدين إن "فرنسا هي عدوة المسلمين. الأشخاص الذين يمثلونها هم أعداؤنا أيضاً".
لكن بعد تفريق التظاهرة، واصل المحتجون التظاهر في شوارع مجاورة مرددين شعارات تدعو إلى مقاطعة فرنسا وتؤكد أن "ماكرون سيدفع الثمن غالياً".
وحذّر الاتحاد الأوروبي من أن دعوة أردوغان للمقاطعة تمثل انتكاسة أخرى لمحاولة تركيا المتعثرة الانضمام إلى التكتل.
لكن وزير التجارة الفرنسي فرانك ريستر شدد على أنه "في الوقت الحالي هذه المقاطعة محدودة للغاية وتشمل فقط بعض المواد الغذائية".
وفي تركيا، تثير المسألة انقساماً بين الأتراك. وأعرب المتسوق دايم كارا عن دعمه لفكرة المقاطعة "لأنهم يهددون تركيا"، في إشارة إلى العلاقات المشحونة بين أنقرة وباريس خلال الأشهر الماضية.
كان كارا يتسوق في سلسلة متاجر كارفور الفرنسية في إسطنبول، لكنّه سارع إلى الإشارة إلى أنه اشترى منتجات تركية. في المقابل، انتقد آخرون الخطوة "غير العقلانية" التي اعتبروا أن من "المستحيل تطبيقها".
مع ذلك، لم يظهر الغضب في الدول الإسلامية أي إشارة انحسار.
من جانبه اتهم الرئيس الشيشاني رمضان قديروف ماكرون باستفزاز المسلمين، ناعتاً إياه بـ"الإرهابي".
المصدر: عربي بوست