انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020، تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الإسلام، معتبراً إياها "استفزازاً صريحاً وتفتقد للاحترام".
انتقادات الرئيس التركي جاءت بعد ما قاله ماكرون، في خطاب له يوم الجمعة 2 أكتوبر/تشرين الأول، بكون الإسلام يعيش اليوم أزمة في كل مكان بالعالم، وعلى باريس التصدي لما وصفها بـ"الانعزالية الإسلامية الساعية إلى إقامة نظام مواز وإنكار الجمهورية الفرنسية".
واعتبر أردوغان في كلمة بفعالية بالمجمع الرئاسي، الثلاثاء، حديث الرئيس الفرنسي عن إعادة هيكلة الإسلام بأنه "وقاحة وقلة أدب".
إذ قال بهذا الخصوص: "تصريح ماكرون بأن الإسلام متأزم، في مدينة ذات كثافة سكانية مسلمة، هو استفزاز صريح، فضلاً عن كونه قلة احترام".
كما أشار الرئيس التركي إلى أن العديد من الدول الغربية أصبحت راعية للعنصرية ومعاداة الإسلام.
أردوغان أكد أيضاً أن مهاجمة المسلمين باتت إحدى أهم الوسائل التي يستخدمها السياسيون الأوروبيون من أجل التغطية على فشلهم. ولفت أردوغان إلى أن الذين يتهربون من مواجهة العنصرية وكراهية الإسلام يرتكبون أكبر إساءة لمجتمعاتهم.
ويوم الجمعة 2 أكتوبر/تشرين الأول، عرض إيمانويل ماكرون خطة عمله ضد "الانعزالية الإسلامية"، ومشروع "المجتمع المضاد" الذي يجري العمل عليه في فرنسا، حسب قوله، من خلال الإعلان عن عدة إجراءات خاصة في مجال التعليم، وكذلك مسألة تنظيم عمل أئمة المساجد.
بعد أن قال إن "الإسلام دين يعيش أزمةً اليوم في جميع أنحاء العالم" تحدَّث ماكرون بإسهاب عن "الانعزالية الإسلامية" في فرنسا، والتي أدت إلى "تسرُّب الأطفال من المدارس"، و"تطوير ممارسات رياضية وثقافية" خاصة بالمسلمين، و"التلقين العقائدي وإنكار مبادئنا، على غرار المساواة بين الرجال والنساء".
كما شدّد الرئيس الفرنسي الذي كان يتحدث في "ليه موروه"، وهي بلدة حساسة يقطنها 30 ألف نسمة في منطقة باريس: "لا أودُّ أن يكون هناك أي التباس أو خلط للأمور"، لكن "لا بد لنا من الإقرار بوجود نزعة إسلامية راديكالية تقود إلى إنكار الجمهورية".
وأعلن ماكرون عن عدة إجراءات مثل إلزام أي جمعية تطلب إعانة عامة بالتوقيع على ميثاق العلمانية، وتعزيز الإشراف على المدارس الخاصة التابعة لطائفة دينية، وفرض قيود صارمة على التعليم المنزلي.
وفقاً للسلطات هناك 50 ألف طفل يدرسون حالياً في المنزل. وقال الرئيس الفرنسي إن التعليم بالمنزل سيكون من بداية العام الدراسي 2021، "مقتصراً بشكل صارم على المتطلبات الصحية على وجه الخصوص".
كما أوضح: "كل أسبوع يبلِّغ مديرو المدارس عن حالات أطفال خارج النظام التعليمي بالكامل… كل شهر يغلق محافظون (مدارس) يديرها غالباً متطرفون دينيون"، متحدثاً عن أولياء أمور يرفضون مشاركة أطفالهم في دروس الموسيقى أو السباحة.
كما قال إن مشروع القانون الذي يتضمن هذه الإجراءات المختلفة سيُعرض في 9 ديسمبر/كانون الأول، على مجلس الوزراء، وسيهدف إلى تعزيز العلمانية وترسيخ المبادئ الجمهورية، "بعد 115 سنة من المصادقة النهائية على قانون 1905".
المصدر: الاناضول