قال رئيس وزراء السودان عبد الله حمدوك السبت 26 سبتمبر/أيلول 2020، إن بلاده لا تريد ربط حذفها من قائمة أمريكية للدول الراعية للإرهاب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل خاصة وأن إدراج بلاده في تلك القائمة يعرقل حصوله على مساعدات أجنبية، فيما قالت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية إن إدارة ترامب تدفع الخرطوم لتطبيع علاقاتها مع تل أبيب في خطوة يمكن أن تكسبه فوزاً آخر في السياسة الخارجية قبيل انتخابات الرئاسة.
فيما قالت مصادر قبل أيام إن مسؤولين أمريكيين أشاروا في محادثات مع وفد سوداني إلى أنهم يريدون من الخرطوم محاكاة نموذج الإمارات والبحرين وإقامة علاقات مع إسرائيل.
ويعود تصنيف السودان دولة راعية للإرهاب إلى عهد رئيسه المخلوع عمر البشير، ويجعل من الصعب على حكومته الانتقالية الجديدة الحصول على إعفاء من الديون وتمويل أجنبي هي في أمس الحاجة إليه.
فيما قال حمدوك إن السودان قال لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال زيارة في أغسطس/آب 2020، إن من الضروري الفصل بين رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية وتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
مضيفاً أمام مؤتمر في الخرطوم لمناقشة الإصلاحات الاقتصادية أن ملف العلاقات مع إسرائيل يحتاج إلى نقاش مجتمعي متعمق.
في حين يمثل التضخم المستشري في السودان وتراجع قيمة العملة أكبر تحد لاستقرار الحكومة الانتقالية بقيادة حمدوك والتي تحكم البلاد مع الجيش منذ الإطاحة بالبشير.
ووُضع السودان في القائمة في عام 1993 لأن الولايات المتحدة كانت تعتقد أن نظام البشير كان يدعم جماعات متشددة. ويقول كثير من السودانيين إن التصنيف بات غير مستحق بعد الإطاحة بالبشير العام الماضي، كما أن السودان يتعاون منذ فترة طويلة مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب.
تعليق الخارجية الامريكية: وأحجم البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية عن التعليق لدى سؤالهما عن وضع المفاوضات.
فيما سبق أن عقد قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعاً مفاجئاً في أوغندا هذا العام. ومع ذلك، فإن إقامة العلاقات مع إسرائيل أمر حساس لأن السودان كان عدواً لدوداً لها في عهد البشير.
في المقابل قال تقرير صحيفة "ذا هيل" الأمريكية إن إدارة ترامب تضغط لإزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب في خطوة قد تدفع بالبلد الإفريقي لفتح علاقات مع إسرائيل ومنح الرئيس فوزاً آخر في السياسة الخارجية قبيل الانتخابات المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر 2020.
كذلك قال التقرير إن الوتيرة السريعة التي تأمل الإدارة من خلالها إبرام اتفاق مع البلد الإفريقي زادت من الضغوط على الكونغرس الذي وصل إلى طريق مسدود بشأن تشريع يدفع من خلاله السودان تعويضات لعائلات الضحايا الأمريكيين، في إشارة إلى الضحايا الذي قتلوا وجرحوا في تفجيرات السفارتين بكينيا وتانزانيا عام 1998، وضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر مقابل الحصانة من دعاوى أخرى متعلقة بالإرهاب.
كما لفت أن ضحايا الهجمات منقسمون حول التشريع الفيدرالي، وإن كان سيؤثر على القضايا التي تقدموا بها ضد السودان.
ومع ذلك تدفع الإدارة وبشدة السودان، لكي يعترف بإسرائيل، وكجزء من تعهد لترامب يقوم على إقناع "خمس أو ست دول" عربية ومسلمة لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وذلك بعد التوقيع على اتفاقيات دبلوماسية بين إسرائيل والإمارات والبحرين، بحسب التقرير.
كما جاء في التقرير أن التوصل لاتفاق مع السودان سيكون بمثابة انتصار دبلوماسي كبير لترامب قبيل الانتخابات بسبب تاريخ الخرطوم المعروف بلاءاته الثلاث: لا للاعتراف بإسرائيل ولا للسلام ولا للتفاوض معها.
إلى ذلك، يتطلع ترامب، بحسب التقرير، لإنجاز الاتفاقيات التاريخية في الشرق الأوسط قبيل إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية، رغم الرفض الدولي لخطته المعروفة بصفقة القرن كجزء من حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
المصدر: رويترز