خلف فيضان النيل أكثر من 100 قتيل في السودان، وأضرارا لحقت بـ 100 ألف منزل، ولا تزال المياه تهدد آثارا تاريخية بالبلاد، في مناطق تبعد أكثر من 500 متر عن مجرى النهر.
ووفق وزارة المياه والري السودانية، فقد بلغ منسوب النيل أكثر من 17.6 مترا، وهو مستوى قياسي جديد، لم يسجل منذ 100 عام.
وأدى ارتفاع مستوى المياه إلى غرق قرية "التمانيات"، والتي تقع شمال العاصمة الخرطوم، إضافة إلى غرق مناطق في اللاماب وأم دوم وسنار، ومنطقة البحر الأحمر شرق السودان، حيث تقوم السلطات حاليا بإجلاء سكانها.
وتضرر نحو 180 مرفقا عاما، و360 متجرا، كما أدى الفيضان إلى نفوق أكثر من 5000 رأس من الماشية.
وأشارت وسائل إعلام محلية إلى استمرار هطول الأمطار، مساء الاثنين، فيما انقطع التيار الكهربائي عن العديد من مناطق البلاد.
مرفق مناسيب و ارتفاع المياه في مدن السودان المختلفة و التوقعات للثلاثة أيام القادمة من وزارة الري والموارد المائية
وكانت السلطات السودانية أعلنت، السبت، حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، وفقا لوكالة الأنباء الرسمية السودانية "سونا".
وقال مدير الوحدة الأثرية الفرنسية في السودان، مارك مايو، لوكالة فرانس برس إن منطقة "البجراوية" الأثرية التي كانت فيما مضى عاصمة للمملكة المروية، مهددة بالفيضان.
وأشار إلى أن مفتشي الآثار السودانية بنوا سدودا في المكان بواسطة أكياس معبأة بالرمال واستخدموا المضخات لسحب المياه ومنعها من إتلاف هذه التحفة الأثرية.
وبحسب مايو "لم يسبق أبدا للفيضانات أن بلغت مدينة البجراوية الملكية التي تبعد 500 متر عن مجرى نهر النيل"، وتقع على بعد 200 كيلومتر إلى الشمال من الخرطوم.
وأضاف أن مواقع أثرية أخرى مهددة بالفيضان على طول مجرى النيل.
ومنطقة البحراوية الأثرية تضم المقبرة حيث أهرامات مروى الشهيرة والمدينة الملكية لهذه الإمبراطورية المركزية التي حكمت من سنة 350 قبل الميلاد إلى سنة 350 ميلادية وكانت أراضيها تمتد في وادي النيل لمسافة 1500 كيلومتر، من جنوب الخرطوم وصولا إلى الحدود المصرية.
وهذا الموقع الأثري في السودان من بين المواقع المدرجة منذ 2003 على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.
وكانت السلطات في السودان حالة الطوارئ لمدة شهور ثلاثة بسبب الفيضانات التي ضربت البلاد، وراح ضحيتها العشرات، واعتبر مجلس الأمن والدفاع الوطني أن السودان يعتبر الآن "منطقة كوارث طبيعية".
وقد غمرت مياه الفيضان مساحات شاسعة، كما بيّنت صور التقطتها أقمار اصطناعية، وبحسب تصريحات رسمية، فإن الفيضانات أدت إلى أضرار واسعة تأثر بها أكثر من نصف مليون سوداني.
ويبدأ موسم الأمطار الخريفية في السودان من حزيران/يونيو يونيو لغاية تشرين الأول/أكتوبر، وتهطل عادة أمطار غزيرة في هذه الفترة، وتواجه البلاد فيها سنويا فيضانات وسيولا واسعة.
ولكن الفيضانات والأمطار التي شهدتها البلاد هذه السنة تجاوزت الأرقام القياسية التي سجلت في سنتي 1946 و1988.
المصدر: وكالات