بعد يوم واحد من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل، بدأت تتكشف بعض خفايا ما قبل هذا الإعلان، وسط توقعات بتسارع الخطوات التالية لهذا الاتفاق.
فقد قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" -المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي- إن بنيامين نتنياهو زار الإمارات سرا مرتين على الأقل، وأجرى محادثات مع المسؤولين الإماراتيين استمرت ساعات عدة، ضمن الاتصالات لصياغة اتفاق تطبيع العلاقات.
ورافق نتنياهو في هاتين الزيارتين اللتين لم يعلن عنهما رئيسُ مجلس الأمن القومي مئير بن شبات، حسب ما ذكرته الصحيفة.
وذكرت الصحيفة أن الإعلان عن تطبيع العلاقات سبقته خطوات عديدة لبناء الثقة.
وكان نتنياهو شكر أمس رئيس الموساد يوسي كوهين على دوره المهم في تحقيق ما سماه "الإنجاز التاريخي".
خطوات قادمة
من جهتها، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن وفدا إسرائيليا رفيعا سيتوجه الأسبوع المقبل إلى الإمارات، في إطار اتفاق تطبيع العلاقات معها.
ونقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير -لم تسمه- أن الوفد سيلتقي مسؤولين كبارا بالحكومة الإماراتية للتحضير لتوقيع اتفاق تطبيع العلاقات المتوقع في غضون عدة أسابيع.
من جهتها، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن رئيس الموساد يوسي كوهين سيتوجه قريبا إلى الإمارات للتباحث في تفاصيل اتفاق السلام بين أبو ظبي وتل أبيب.
وأضافت الصحيفة أن الوفد الذي يرأسه كوهين سيبحث تفاصيل اتفاق التطبيع، خاصة الشق الأمني منه، من دون مزيد من التفاصيل.
الدولة التالية
في غضون ذلك، قال مصدر إسرائيلي للقناة 11 الرسمية إن البحرين ستكون الدولة التالية في إعلان تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، مشيرا إلى أن المحادثات بين المنامة وتل أبيب وصلت إلى مراحل متقدمة.
وكانت البحرين رحبت باتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، ووصفته بالتاريخي، وقالت وكالة الأنباء البحرينية إن المملكة تشيد بالجهود الدبلوماسية المخلصة التي بذلتها دولة الإمارات.
كما وصفت الخطوة بالتاريخية، وقالت إنها ستسهم في تعزيز الاستقرار والسلم في المنطقة، مشيدة في الوقت ذاته بالجهود التي بذلتها الولايات المتحدة للتوصل إلى هذا الاتفاق.
وقالت وكالة الأنباء العمانية في تغريدة على تويتر إن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية أعرب عن تأييد السلطنة قرار دولة الإمارات بشأن العلاقات مع إسرائيل في إطار الإعلان التاريخي المشترك بينها وبين الولايات المتحدة وإسرائيل.
كما أعرب عن أمله أن يسهم القرار في تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط، بما يخدم تطلعات شعوب المنطقة في استدامة دعائم الأمن والاستقرار والنهوض بأسباب التقدم والازدهار للجميع.
وكان الرئيس الأميركي أعلن أمس الخميس توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات، واصفا إياه بالتاريخي.
وفي أعقاب كشف ترامب عن الاتفاق، أكد نتنياهو أن حكومته متمسكة بمخطط الضمّ، رغم أن بيانا مشتركا صدر عن الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات أشار إلى أن تل أبيب ستتوقف عن خطة ضم أراض فلسطينية.
ويأتي إعلان اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبو ظبي تتويجا لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بين البلدين.
وقوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من القيادة وفصائل بارزة، مثل فتح وحماس والجهاد الإسلامي، في حين اعتبرته القيادة الفلسطينية خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية.
*نقلا عن الجزيرة نت