قالت صحيفة التايمز إن الشرطة البريطانية تبحث منع استخدام مصطلحي "الإرهاب الإسلامي" و"الجهاد" عند الحديث عن الهجمات الإرهابية التي ينفذها أشخاص يقولون إن دافعهم لفعلها هو الدين الإسلامي.
وأضافت الصحفية البريطانية أن المصطلحات البديلة لعبارة "الإرهاب الإسلامي" هي "الإرهاب العقائدي"، و"إرهابيون يسيئون لأهداف دينهم"، و"أتباع أيديولوجيا أسامة بن لادن".
وجاءت هذه المقترحات بناء على طلب من الجمعية الوطنية لأفراد الشرطة المسلمين في بريطانيا، والتي انتقدت استخدام سلطات البلاد مصطلح "إسلامي" و"جهادي" عند الحديث عن هجمات إرهابية، وقالت الجمعية إن هذا الاستعمال يسهم في خلق مفاهيم وصور سلبية نمطية، تدعو إلى التمييز ضد المسلمين وكره الإسلام.
ولحشد الدعم لدعوتها، قالت الجمعية الوطنية لأفراد الشرطة المسلمين -في بيان- إن "إرهابيي اليمين المتطرف، ومنهم أندرس بريفيك الذي قتل 77 شخصا في النرويج عام 2011، لم يصنف على أنه مسيحي أو صليبي".
وذكرت صحيفة التايمز أن رئيس وحدة مكافحة الإرهاب نيل باسو، ناقش هذا التوجه للتخلي عن عبارة "الإرهاب الإسلامي" في فعالية عبر الإنترنت أجريت الشهر الماضي، وحضرها أكثر من 70 ناجيا من هجمات إرهابية متعددة وأقارب للضحايا وغيرهم من الخبراء والأكاديميين.
وقد وصفت السلطات الأمنية البريطانية العديد من الهجمات الإرهابية في السنوات الماضية بعبارة "الإرهاب الإسلامي"، ومنها تفجيرات لندن في 2005، وهجمات ويستمنستر، وجسر لندن، ومانشستر، وكلها عام 2017.
وقال ممثل الجمعية الوطنية لأفراد الشرطة المسلمين ألكسندر غنت -في الفعالية التي نظمت الشهر الماضي- إنه يقترح "تغييرا في الثقافة عن طريق الابتعاد عن استعمال عبارات مرتبطة بالإسلام والجهاد، لأن ذلك لا يساعد الجالية المسلمة، ويضر بثقة الجمهور".
إلا أن كبير مفتشي الشرطة البريطانية نيك آدمز صرح لصحيفة التايمز أنه ليس من المؤكد المضي قدما في هذا التوجه للاستغناء عن العبارة المذكورة، موضحا أن "الشبكة الاستشارية لمكافحة الإرهاب عقدت اجتماعا لأن الضباط المسلمين قلقون من أن المصطلحات قد تساهم في وصم المسلمين الأبرياء في المملكة المتحدة".
وأضاف آدمز "ليس لدينا خطط لتغيير المصطلحات التي نستخدمها في الوقت الحاضر، لكننا نرحب بالنقاشات والمساهمات في هذا الشأن".
وكان الضابط السابق في الشرطة البريطانية رضوان مصطفى، قد ذكر في ورقة بحثية بحكم تدريسه في جامعة هيدرسفيلد، أن "المسلمين العاملين في مجال محاربة الإرهاب غير مرتاحون لاستخدام وصفي: إسلامي وجهادي، لأن فيهما ربطا لمعتقدهم الديني بالعنف".
يشار إلى أن عددا من قادة الدول الغربية يستعملون عبارة "الإرهاب الإسلامي" عند الحديث عن هجمات إرهابية نفذها مسلمون، ومنهم الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والفرنسي إيمانويل ماكرون وأيضا المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال خلال لقاء له بالمستشارة ميركل العام الماضي، إنه يؤلمه كثيرا استعمال المستشارة لعبارة "الإرهاب الإسلامي"، وأنه "لا يمكن استخدام هذه العبارة لأنها ليست عادلة، بحكم أنها تربط بين الدين الإسلامي والإرهاب".
وأضاف أردوغان أن كلمة إسلام تعني السلام، وبالتالي لا يمكن الربط بين الإرهاب والإسلام، متسائلا باستهجان "هل سمعتم مصطلحات مثل الإرهاب المسيحي والإرهاب اليهودي والإرهاب البوذي؟".
*نقلا من الجزيرة نت