قال صلاح النمروش وكيل وزارة الدفاع بحكومة الوفاق الوطني الليبية إن سرت والجفرة ليبيتان، وإن الحكومة ماضية نحو بسط السيطرة على كامل التراب الليبي، وذلك بعد تلويح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالتدخل العسكري المباشر في ليبيا.
وأضاف أن ليبيا دولة ذات سيادة يمثلها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق وفق قرارات مجلس الأمن الدولي.
وأوضح النمروش أن من أراد تأمين مصالحه مع ليبيا "فليأت من بوابة الشرعية وليس باستعراض الأرتال وتأجيج الفوضى" حسب تعبيره.
وأشار المسؤول الليبي إلى أن تقارير مجلس الأمن أكدت تورط دول عربية في الهجوم على العاصمة طرابلس.
من جهته، وجّه المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق العقيد محمد قنونو رسالة شديدة اللهجة للقاهرة.
وقال قنونو إنه ينصح "من يُضيّع الوقت بإرسال رسائل لا تتجاوز آذانه، أن يلتفت إلى الإرهاب الذي يُهدّدُه داخل أراضيه".
ودعا قنونو إلى عدم المزايدة وفق تعبيره، "لأن التاريخ والواقع يقول إنّ الجيش الليبي هو من قضى على أول ولاية لتنظيم الدولة خارجَ منبته"، داعيا من يتوجّه بالكلام إليه، إلى أن يستلهم الخبرات والعبر من ذلك.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد هدد في تصريحات له قبل يومين بالتدخل العسكري في ليبيا، وقال إن "تجاوز سرت أو الجفرة يعتبر بالنسبة لنا خطا أحمر".
واعتبر أثناء تفقده وحدات الجيش المصري في المنطقة العسكرية الغربية في كلمة بثها التلفزيون المصري أن أي تدخل مباشر من الدولة المصرية باتت تتوفر له الشرعية الدولية، سواء في إطار ميثاق الأمم المتحدة لجهة حق الدفاع عن النفس أو بناء على السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبي، مجلس النواب، حسب قوله.
وقدّ ندد مسؤولون في حكومة الوفاق الوطني بتصريحات السيسي، معتبرين أنها تأتي مخالفة للميثاق الأممي.
كما وصف المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق تصريحات الرئيس المصري بالأمر المرفوض والمستهجن، وقال إنها "عمل عدائي وإعلان حرب".
ورفض المجلس في بيان، التعدي على السيادة الليبية، سواء من خلال تصريحات السيسي أو دعم من وصفهم بالانقلابيين والمليشيات والمرتزقة.
وأضاف البيان، أن "بعض الدول تحولت للحديث عن الحلول السياسية والتهديد العلني بالتدخل العسكري، بعد أن وقفت متفرجة من عدوان اللواء المتقاعد خليفة حفتر وداعميه".
وفي وقت سابق قال آمر غرفة عمليات سرت-الجفرة، التابعة لحكومة الوفاق الليبية العميد إبراهيم بيت المال إن تهديد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالتدخل العسكري في ليبيا مجرد تصريحات للاستهلاك المحلي في بلاده، مضيفا أن السيسي غير قادر على تنفيذ هذه التهديدات.
ونقلت الجزيرة عن مراسلها في ليبيا نقلا عن مصادر رسمية أن قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) الجنرال ستيفن تاونسند سيلتقي رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج ووزير الداخلية وقادة المناطق العسكرية بمدينة زوارة غرب طرابلس.
وأضافت المصادر أن الاجتماع سيناقش التطورات الميدانية، خاصة في سرت والجفرة والوجود الروسي على الأراضي الليبية.
وقبل نحو شهر نشرت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا صورا ثابتة للمقاتلات الحربية الروسية التي نشرت أخيرا في ليبيا من أجل دعم العمليات العسكرية لعناصر شركة فاغنر التي تقاتل إلى جانب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ضد قوات حكومة الوفاق.
وحينها، قال الجنرال ستيفن تاونسند، إن الطائرات الحربية أرسلت من روسيا إلى ليبيا عبر سوريا بعد تغيير طلائها من اللون الروسي إلى لون آخر للتمويه.
وأشار الجنرال الأميركي إلى أن هذه المقاتلات سيقودها طيارون مرتزقة روس لقصف الليبيين.
المصدر: الجزيرة