تشن قوات الوفاق الليبية ثلاث هجمات متزامنة في جبهات مطار طرابلس الدولي ومنطقة قصر بن غشير ومدينة ترهونة، معززة مكاسبها الميدانية، في حين غادر اللواء المتقاعد خليفة حفتر إلى القاهرة، وسط تتابع خسائره في جنوب العاصمة.
وقد أعلنت قوات حكومة الوفاق اليوم الأربعاء بدء معركة استعادة السيطرة على مطار طرابلس من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وقال مراسل الجزيرة في محيط مطار طرابلس ناصر شديد إن الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة داخل المطار.
وأضاف أن قوات الوفاق تتركز في الشمال والشمال الشرقي من المطار، وحتى الآن سيطرت على 30% من مساحة المطار، والباقي لا يزال بيد قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وأوضح المراسل أن قوات الوفاق شنت اليوم هجوما من أكثر من محور على مطار طرابلس الدولي.
وقال المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق العقيد محمد قنونو إن قوات حكومة الوفاق تمكنت خلال اليومين الماضيين من إحكام الطوق حول مطار طرابلس تمهيدا لمعركة استعادة السيطرة عليه.
وكانت قوات حفتر سيطرت على مطار طرابلس في خضم الهجوم الذي تشنه منذ أبريل/نيسان 2019 للسيطرة على العاصمة الليبية.
ولا تزال قوات حفتر تتحصن داخل المطار الذي خرج من الخدمة عام 2014، علما بأن العاصمة تعتمد على مطار معيتيقة الدولي في رحلات الطيران المدني.
وخلال الساعات الماضية سيطرت قوات حكومة الوفاق على خلة بن عون وأغلب محور الرملة، وقامت بتأمين محيط معسكر اليرموك جنوبي طرابلس.
وبالتزامن مع معارك المطار، سيطرت قوات الوفاق على المناطق الشمالية والشمالية الشرقية من قصر بن خشير حيث تدور اشتباكات عنيفة.
وقال مراسل الجزيرة إن قوات الوفاق تشن غارات عنيفة وتستخدم المدفعية الثقيلة سعيا لاستعادة السيطرة الكاملة على هذه المنطقة.
وتبعد منطقة قصر بن غشير عن طرابلس نحو 26 كيلومترا، وتعد إحدى المناطق الرئيسية التي اعتمدت عليها قوات حفتر لإمداد عناصرها في محاور القتال جنوب طرابلس، وإذا خسرتها قوات حفتر فإنها تكون قد باتت خارج الحدود الإدارية للعاصمة.
وقال مصدر عسكري إن قوات الوفاق استولت على أسلحة وذخائر بعد هجوم شنته على قوات حفتر في جزيرة قصر بن غشير جنوبي العاصمة، وإنها نجحت في تدمير سرية هاون تابعة لقوات حفتر في محور وادي الربيع.
وأعلنت قوات الوفاق أنها أحصت 48 جثة لمقاتلين من قوات حفتر بعد المواجهات التي شهدتها محاور القتال جنوب طرابلس.
وتشن قوات الوفاق أيضا هجوما موازيا على مدينة ترهونة، وتحاول شل منظومة الدفاع الجوية الروسية التي تستخدمها قوات حفتر.
وقال المراسل إن الهجوم على ترهونة أدى إلى إضعاف قوات حفتر، وحد من قدرتها على مواجهة الهجمات التي تشنها قوات حفتر على قصر بن غشير.
ونقل مراسل الجزيرة في ليبيا عن مصدر عسكري أن قوات الوفاق فتحت خمسة محاور من شمال مدينة ترهونة جنوب شرق العاصمة طرابلس.
وأضاف المصدر أن قوات الوفاق تقدمت في محور الشريدات شمالي ترهونة، بعد قصف مدفعي وجوي مكثف، مؤكدا استمرار الاشتباكات في محاور الشعافين والقرة بوللي والقويعة شمالي ترهونة.
وأشار المصدر إلى رصد قوات الوفاق مرتزقة أفارقة يقاتلون إلى جانب قوات حفتر في محاور شمالي ترهونة.
وعلى مدى الأسابيع الماضية تكبدت قوات حفتر خسائر جراء تلقيها ضربات قاسية في محاور جنوبي طرابلس، ومدن الساحل الغربي، وصولا إلى الحدود مع تونس، إضافة إلى قاعدة الوطية الإستراتيجية.
وساهم الدعم التركي لحكومة الوفاق في تغيير موازين القوى على الأرض في مواجهة قوات حفتر المدعومة من مصر والإمارات وفرنسا وروسيا.
إلى ذلك، أفادت مصادر إعلام مصرية بأن اللواء المتقاعد خليفة حفتر وصل إلى القاهرة اليوم الأربعاء، للتباحث بشأن تطورات الأوضاع في ليبيا.
وقالت تلك المصادر إن حفتر من المقرر أن يلتقي عددا من المسؤولين المصريين للتنسيق والتشاور بشأن تطورات الأوضاع الراهنة في بلاده.
ولم تعلن السلطات المصرية رسميا عن زيارة حفتر إلى القاهرة أو تفاصيل بشأن اللقاءات وملفات المباحثات.
وبدعم من روسيا ودول عربية وأوروبية تشن مليشيا حفتر منذ 4 أبريل/نيسان 2019 هجوما متعثرا للسيطرة على طرابلس مقر الحكومة المعترف بها دوليا، مما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، إلى جانب أضرار مادية واسعة.
المصدر: الجزيرة نت