أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي السبت 9 مايو/أيار 2020، إطلاق سراح جميع المعتقلين الذين شاركوا في الاحتجاجات التي انطلقت في أكتوبر/تشرين الأول 2019، مشيراً إلى أن إدارته ستعتمد الشفافية وأنها لن تكون حكومة “غرف مظلمة”.
والقى الكاظمي خطابة ضمن الجلسة الأولى لمجلس الوزراء، حيث أعلن فيه عن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق بخصوص أحداث الاحتجاجات العراقية، ومحاسبة المتورطين في أحداث القتل، وتعويض عائلات الضحايا ورعاية المصابين.
خلية أزمة: كما أعلن الكاظمي تشكيل خلية أزمة مكونة من مختصين في الشؤون الخارجية والعلاقات الدولية، لإجراء مباحثات مع الجانب الأميركي لمراجعة اتفاق استراتيجي بين البلدين “يحمي وحدة وسيادة العراق” على حد تعبيره.
فيما شدد الكاظمي على أن الحكومة ستتعهد بالشفافية ولن تكون “حكومة غرف مظلمة”، مناشداً وسائل الإعلام توخي الدقة في نقل المعلومات والقرارات الصادرة عن مجلس الوزراء.
فيما يخص الانتخابات، قال رئيس الوزراء العراقي إنه أصدر قراراً بتشكيل لجنة من الخبراء للتنسيق مع الجهات المعنية لتذليل العقبات أمام إجراء “انتخابات مبكرة نزيهة وعادلة”.
إذ أصدر الكاظمي قراره بإعادة الفريق أول عبد الوهاب الساعدي إلى جهاز مكافحة الإرهاب، حيث عينه رئيساً له.
من جهة أخرى، قال رئيس الحكومة العراقية إن العراق لن يكون ساحة لتصفية الحسابات. جاء ذلك في أول مقابلتين للكاظمي ببغداد مع سفيري مع سفيري الولايات المتحدة ماثيو تولر، وإيران إيرج مسجدي، منذ نيل الثقة الخميس.
حسب بيان للحكومة، أكد الكاظمي، خلال لقاء تولر، “ضرورة التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية والأمنية ومواجهة الإرهاب واستقرار المنطقة”. وأكد أن “العراق لن يكون ساحة لتصفيات الحسابات والاعتداء على أية دولة جارة أو صديقة”.
من جهته، أكد السفير الأمريكي، “استعداد بلاده لدعم بغداد في المجالات كافة، لاسيما الجانب الاقتصادي ومواجهة جائحة كورونا”.
خلال لقائه السفير الإيراني، أكد الكاظمي “حرص العراق على إقامة أفضل العلاقات مع إيران وجميع دول الجوار بما يخدم مصالح الشعبين الجارين والأمن الاستقرار في المنطقة”. وشدد على أن “العراق لن يكون ممراً أو مقراً للإرهاب أو منطلقاً للاعتداء على أية دولة أو ساحة لتصفية الحسابات”.
من جهته، أعرب السفير الإيراني عن “تطلع بلاده لتطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون بين البلدين في جميع المجالات”، بحسب المصدر ذاته. ولم يصدر عن واشنطن أو طهران، بياناً بشأن محتوى لقاء كل منهما.
ودعت عدد من تنسيقات تظاهرات أكتوبر في بغداد وعدد من محافظات الوسط والجنوب المطالبة بالإصلاح السياسي والاقتصادي المتظاهرين إلى التظاهر يوم الأحد 10 مايو/أيار، تعبيراً عن رفضها التشكيلة الحكومية التي منحها البرلمان العراقي الثقة قبل يومين.
إذ طالبت التنسيقات المتظاهرين بالخروج والتجمع في ميادين التظاهر، سواء في ساحة التحرير وسط بغداد أو في المدن الأخرى في ساعات النهار، حيث تسمح السلطات للمواطنين بالحركة والتجول نهاراً فقط، ضمن إجراءات الوقاية من تفشي فيروس كورونا.