يعمل مئات من المرتزقة التابعين لمجموعة "فاغنر" العسكرية السرية الروسية في ليبيا، بحسب تقرير سري للأمم المتحدة.
وبحسب التقرير المسرب، فإن هؤلاء المرتزقة يدعمون القوات الموالية للقائد العسكري خليفة حفتر في معاركها ضد الحكومة التي تتخذ من طرابلس مقرا لها.
ومنذ أعوام، تشهد ليبيا فوضى أمنية وسياسية، وقسمت البلاد إلى مناطق تخضع لسيطرة أطراف متناحرة.
ويعتقد أن مجموعة "فاغنر" شاركت في أعمال عسكرية في أوكرانيا وسوريا وأماكن أخرى. وتنفي الحكومة الروسية أي علاقة لها بهذه المجموعة.
ماذا يقول التقرير الأممي؟
أعد التقرير مراقبون مستقلون لصالح لجنة العقوبات المفروضة على ليبيا. ولم ينشر التقرير بعد، لكن وكالات الأنباء اطلعت عليه.
وهذه هي المرة الأولى التي تؤكد فيها الأمم المتحدة تقارير عن ضلوع مجموعة "فاغنر" في ليبيا. ويقدر التقرير عدد عناصر المجموعة الموجودين في ليبيا بـ800-1000 عنصر.
وورد في التقرير المكون من 57 صفحة أن عناصر المجموعة يعملون في ليبيا منذ أكتوبر/تشرين أول عام 2018 ، ويقدمون مساعدات فنية لإصلاح المركبات العسكرية ويشاركون في العمليات العسكرية.
وقد عمل عناصر المجموعة في وحدات المدفعية والرصد والقنص كما قدموا مساعدات فنية في العمليات الإلكترونية.
ومعظم أعضاء المجموعة من روسيا، لكن يوجد بينهم عناصر من بيلاروسيا ومولدوفا وصربيا وأوكرانيا، حسب التقرير.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد صرح في وقت سابق من العام الجاري أن أي مواطنين روس يعملون في ليبيا هم خارج الإطار الحكومي ولا يتلقون رواتب من الدولة الروسية.
وورد في التقرير أيضا أن مرتزقة سوريين يقاتلون إلى جانب قوات حفتر.
ماذا نعرف عن فاغنر؟
أفادت تقارير أن ديميتري أوتكين هو من أسس المجموعة، ويعتقد أنه كان أحد عناصر القوات الخاصة في جهاز المخابرات العسكرية الروسي.
وقد أفادت وسائل إعلام أن الاسم السري لديميتري كان "فاغنر" ، الذي حصل عليه بسبب إعجابه بالنظام النازي الذي استخدم مؤلفات الموسيقي الألماني فاغنر لتدعيم رؤيته الأيديولوجية في ألمانيا.
وظهر نشاط فاغنر أول مرة من خلال الدور الذي لعبته المجموعة في النزاع الروسي الأوكراني حول شبه جزيرة القرم.
ولا يتوفر سوى تخمينات عن تمويل مجموعة فاغنر وإدارتها، وهناك تكهنات بأنها تخضع لإدارة الاستخبارات العسكرية الروسية.
وربطت تحقيقات قام بها صحفيون بين المجموعة ورجل الأعمال الروسي المسمى "طباخ بوتين"، يفغيني بريغوجين، لكن الأخير نفى ذلك.
ويقول محللون إن نفي الحكومة الروسية لأي صلة لها بالمجموعة يسمح لها بإنكار أي خسائر روسية في الأرواح أو التقليل من شأنها في الوقت الذي تحتفط فيه بوجود عسكري.
وأفادت تقارير بحضور لـ"فاغنر" في مناطق نزاع مختلفة.
وأشار تحقيق أجراه القسم الروسي في بي بي سي إلى مقتل مرتزقة روس في سوريا عام 2018. ويخدم 2500 عنصر في سوريا، وتفيد التقارير بأن بعضهم يحصل على دخل شهري قدره 5300 دولار أمريكي.
وظهرت تقارير عن نشاط لمجموعة فاغنر في مدغشقر وجمهورية إفريقيا الوسطى. وقد قتل ثلاثة صحفيين روس يحققون في نشاط فاغنر في إفريقيا الوسطى عام 2018.
ما هي آخر التطورات في النزاع الليبي؟
حثت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا الأربعاء الطرفين المتنازعين على استئناف المحادثات من أجل التوصل إلى هدنة دائمة. وكانت المحادثات قد توقفت بين الجانبين في شهر فبراير/شباط.
وكان حفتر، الذي منيت قواته بهزائم مؤخرا، قد دعا إلى وقف لإطلاق النار من طرف واحد خلال شهر رمضان، لكن حكومة الوفاق الوطني رفضت ذلك وقالت إنها بحاجة لحماية دولية.
وقد سقط المئات في المعركة من أجل السيطرة على العاصمة طرابلس، وشرد حوالي 200 ألف شخص.
واتهم وزير في حكومة الوفاق الوطني قوات حفتر ومجموعة فاغنر على وجه الخصوص بشن هجمات بأسلحة كيماوية جنوبي طرابلس.
وقال وزير الداخلية بحكومة طرابلس إن قوات الحكومة تعرضت لهجوم بغاز الأعصاب لشل حركتها ومن ثم تعرضت للقنص. ولم تؤكد هذا الاتهام أي جهة مستقلة.
ووردت تقارير عن خلافات بين حفتر ومجموعة فاغنر على خلفية مستحقات مالية.
المصدر: بي بي سي
أخبار ذات صلة
الثلاثاء, 28 أبريل, 2020
روسيا تصف إعلان حفتر السيطرة على السلطة في ليبيا بالأمر "المفاجئ"
الثلاثاء, 14 أبريل, 2020
بعد خسارتها مدن إستراتيجية.. ماذا وراء "السقوط المدوي" لقوات حفتر غرب ليبيا؟