بعد أسابيع من ارتفاع معدلات الإصابة والوفيات في أوروبا والولايات المتحدة ومناطق أخرى، أظهرت الأيام الأخيرة تباطؤا واضحا في الانتشار، مما دفع العديد من الدول للبدء في تخفيف قيود العزل والإغلاق والعودة تدريجيا لنمط الحياة الطبيعي.
وأودى فيروس كورونا حتى الآن بحياة 119 ألفا من أصل حوالي 1.9 مليون مصاب بالفيروس، الذي ظهر في الصين في ديسمبر/كانون الأول الماضي قبل أن يكتسح العالم. وحسب آخر الأرقام، تعافى من الفيروس أكثر من 434 ألفا، وهو ما يمثل نسبة 23.10% من مجموع المصابين.
وتتقدم الولايات المتحدة دول العالم من حيث التضرر من الفيروس، حيث سجلت 584 ألف إصابة وأزيد من 23 ألف وفاة.
لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال إن لديه السلطة المطلقة لإصدار قرار رفع الإغلاق الاقتصادي. وأضاف أن عدد الإصابات بات يأخذ منحنى ثابتا في ولايات نيوجيرسي وميشيغان ولويزيانا ونيوهامشير.
واعتبر ترامب أن إستراتيجية إبطاء الانتشار المعمول بها في الولايات المتحدة ناجحة، وأن هناك التزاما من الأميركيين بقيود الحجر الصحي.
وقد اتفق حكام ولايات الساحل الغربي الأميركي (واشنطن وأوريغون وكاليفورنيا) على إعداد خطة مشتركة لإعادة فتح قطاع الاقتصاد، وشددوا في بيان مشترك على أنهم سيعطون الأولوية لسلامة السكان في أي قرار بتخفيف القيود على الحركة المعمول بها للحد من تفشي فيروس كورونا.
إيران والأردن
أما في إيران الأكثر تضررا بالفيروس في الشرق الأوسط، فقد ألغت الحكومة قرار حظر التنقل بين المدن، كما تعتزم إلغاء حظر التنقل بين المحافظات خلال الأسبوع الجاري.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الحكومي شوارع تعج بالمارة وحافلات وعربات قطار الأنفاق مكتظة بالركاب في سبع مدن.
وسمحت السلطات بإعادة فتح ما يطلق عليها الشركات منخفضة المخاطر، بما في ذلك العديد من المحلات والورش في أنحاء البلاد، باستثناء العاصمة طهران التي ستعود للأنشطة الاقتصادية اعتبارا من 18 أبريل/نيسان الجاري.
وفي الأردن أعلنت الحكومة أنّها تدرس إمكانية تعديل إجراءات حظر التجول، والسماح باستئناف النشاط الاقتصادي والإنتاجي في العديد من المحافظات الأردنية التي لم تسجّل فيها إصابات بالفيروس.
وقال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام أمجد العضايلة إنه "في ظل خلو العديد من محافظات المملكة من تسجيل حالات إصابة (بفيروس كورونا) بحمد الله، فإن الحكومة والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية تدرس إمكانية تعديل إجراءات حظر التجول في هذه المناطق".
من جانب آخر، أعلنت وزيرة السياحة والآثار مجد شويكة أنه سيسمح للمطاعم بتقديم خدمة توصيل الطعام إلى المنازل أو خدمة المناولة من المطعم من الساعة 10 صباحا ولغاية 6 مساءً.
تخفيف القيود في ألمانيا وإسبانيا
ومن جانبها، تستعد ألمانيا لرفع تدريجي للقيود المرتبطة بتفشي فيروس كورونا، مستفيدة من وضع أقل مأساوية مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى خصوصا من حيث معدل الوفيات.
وفي توصيات نُشرت الاثنين، دعت أكاديمية ليوبولدينا الوطنية للعلوم إلى عودة "على مراحل" إلى حياة أكثر طبيعية إذا "استقرت" أرقام الإصابات الجديدة "عند مستوى منخفض" وإذا "تم الحفاظ على تدابير النظافة الصحية".
وكان وزير الصحة الألماني ينس سبان قد أشار الأحد إلى إمكان تخفيف القيود المتفاوتة بين ولاية وأخرى والتي تطال سكان ألمانيا البالغ عددهم نحو 83 مليون نسمة وتسبب تداعيات كبرى على أكبر قوة اقتصادية في أوروبا.
وأمس الاثنين، بدأت إسبانيا تخفيف إجراءات الإغلاق العام الصارمة التي أبقت الناس في المنازل لأكثر من شهر وعطلت النشاط الاقتصادي.
ومع ظهور بوادر تحسن مبدئي، سمحت السلطات لبعض القطاعات بالعودة للعمل، ومن بينها الشركات الصناعية والإنشائية.
وفي العاصمة مدريد سجلت قطارات الأنفاق صباح أمس الاثنين ارتفاعا بنسبة 34% في عدد الركاب مقارنة بالأسبوع الماضي.
وفي المحطات، بدأت الشرطة ومتطوعون توزيع 10 ملايين قناع على الموظفين وخصوصا العاملين في قطاعي الصناعة والبناء الذين استأنفوا العمل الاثنين.
وتعد إسبانيا واحدة من الدول الأكثر تضررا بالفيروس على مستوى العالم، حيث سجلت 172 ألف إصابة، وأزيد من 18 ألف وفاة، لتحل في المرتبة الثالثة من حيث عدد الوفيات، في حين تحتل إيطاليا المرتبة الثانية، والولايات المتحدة المرتبة الأولى.
المصدر: الجزيرة نت
أخبار ذات صلة
الإثنين, 13 أبريل, 2020
كورونا.. إسبانيا تعاود العمل جزئيا ووضع مأساوي في الأكوادور بعد تكدس جثث بالمنازل
الإثنين, 13 أبريل, 2020
الكويت تُعيد 50 ألف مواطن من دول مجاورة في أكبر عملية إجلاء بتاريخ البلاد